في الثاني بتشديد ظاهر. إنتهى (١).
واعلم أن هذا القول الذي ذكر الشيخ من عدم القلب والتشديد إنما تحصل به مفارقة الإخفاء للإدغام، لأنه لم يزد على أن سلب عن الإِخفاء الخاصية الثابتة (٢) للإدغام وهو القلب والتشديد، ولا يلزم من سلب خاصية الإِدغام ثبوت الإِظهار، ولكن حقيقة الإِظهار أيضاً مسلوبة عن الإخفاء، لأن الحرف الظاهر لا يمكن حصوله إلا بإعمال العضو المخصوص به فيه كالنون عند حروف الحلق على ما تقدم (٣).
وأما إخفاء النون فقد تبين أن حقيقته إنما تحصل عند ترك إعمال العضو، وهو طرف اللسان وإبقاء الغنة، وليست الغنة جزءاً من النون، وإنما هي من توابعها إذا ظهرت، ونائبة عنها إذا ذهبت.
وإذا ثبت هذا صح أن الإخفاء حال بين الإِظهار والإِدغام، وظهر أن عبارة الحافظ والإمام أرجح من عبارة الشيخ. والله تعالى أعلم وأحكم (٤).
مسألة توجيه هذه الأحكام الأربعة:
إما إدغام النون الساكنة والتنوين في (النون) فراجع إلى باب إدغام أحد المثلين في الآخر، إذا سكن أولهما مثل: ﴿فَلَا يسْرِف فِي الْقَتْلِ﴾ (٥) و ﴿وَلَا يَغْتَب بَّعْضُكُم﴾ (٦) فلو ترك الحافظ ذكر إدغام النون

(١) انظر التبصرة ص ٣٧٠.
(٢) في الأصل (الثانية) وهو تحريف والصواب ما في باقي النسخ ولذا أثبته.
(٣) انظر ص ٤٦٣.
(٤) في (ز) و (ت) والله أعلم وأحكم.
(٥) جزء من الآية: ٣٣ الإسراء.
(٦) جزء من الآية: ١٢ الحجرات


الصفحة التالية
Icon