"خَطِيْئَةً} والأصل في هذا الجمع على مذهب الخليل (خطايئي) بالألف بعد الطاء وبعد الألف الياء الزائدة في (خطيئة) وبعد الياء الهمزة التي هي لام الكلمة فهمزة الياء لوقوعها بعد ألف زائدة فصار (خطائئ) بهمزتين على وزن (مساجد) ثم قلبت كل واحدة من الهمزتين، فجعلت مكان الأخرى، فقدمت الهمزة التي هي لام الكلمة، وأخرت الهمزة التي هي منقلبة عن الياء الزائدة فعادت إلى أصلها من الياء، إِذ ليست الآن بعد ألف، فصار اللفظ (خطائي) مثل (فعالي) ثم فتحت الهمزة لتخف، فانقلبت الياء الفًا لتحركها بعد فتحة فصار اللفظ (خطاءًا) فاستثقلوا همزة بين ألفين لقرب الألف من الهمزة فقلبوا الهمزة ياء فصار (خطايا) كما ترى.
وعلى مذهب سيبويه: الأصل (خطايئ) كما تقدم ثم همزت الياء كما تقدم، فاستثقلت همزتان في كلمة فسهلت الثانية ياء، ثم أعلت كما أعلت في القول الأول، وحكى عن الفراء أن (خطايا) جمع (خطية) غير مهموز مثل (هدية) (١) قال ولو جمعت خطيئة المهموز لقيل (خطاء).
وحكى عن الكسائي أنك لو جمعت المهمز لأدغمت الهمزة في الهمزة كما قلب (دواب) فالألف على جميع ما تقدم بدل من ياء منقلبة عن همزة على مذهب الخليل وسيبويه، وغير منقلبة على قول الكوفيين، وكذلك ﴿الر يا {(٢) مضافًا وغير مضاف؛ لأن ألفها للتأنيث، وحكم ألف التأنيث في مذهب ورش حكم ذوات الياء، و {تُقَاتِهِ﴾ (٣) و ﴿تُقَاةَ﴾ (٤)

(١) في (س) (عطيه).
(٢) من مواضعه الآية: ٦٠ الإسراء.
(٣) جزء من الآية: ١٠٢ آل عمران.
(٤) جزء من الآية: ٢٨ آل عمران.


الصفحة التالية
Icon