(هاء) السكت فلم تلقَ الهمزة في القرآن إلا في قوله تعالى: ﴿كَتَبِيَه إِنِي ظَنَنتُ﴾ (١) في الحاقة والمختار فيه تحقيق الهمزة.
وقد حكى فيها النقل (٢) وقسم الحافظ الحرف الساكن الذي تنقل إليه حركة الهمزة ثلاثة أقسام:
أحدها: التنوين.
والثاني: لام التعريف.

(١) جزء من الآيتين: ١٩، ٢٠ الحاقة.
(٢) قوله (حكى فيها النقل) كسائر الباب، وبه قطع غير واحد من طريق الأصبهاني، وهو ظاهر نصوص العراقيين له، وذكره بعضهم عن الأزرق، وبه قرأ صاحب التجريد علي عبد الباقي عن أبيه من طريق ابن هلال عنه؛ وروى الجمهور إسكان الهاء وتحقيق الهمزة ولم يذكر في التيسير غيره وذكره في غيره وقال: إنه قرأ بالتحقيق من طريقيه علي الخاقاني وأبي الفتح وابن غلبون.
انظر النشر جـ ١ ص ٤٠٩ - فتحصل أن لورش في (كِتبِيهِ إنّي) وجهين صحيحين -:
الأول: إسكان الهاء وترك النقل كالجماعة. والثاني: النقل. والأول هو الأصح القوي في الرواية واللغة العربية.
قال في الحرز:
ونقل ردا عن نافع وكتابيه بالإسكان عن ورش أصح تقبلا
ففي قوله (أصح) إشارة إلى صحة الوجهين وذلك أن الإسكان أخذ به قوم والتحريك أخذ به قوم.
انظر سراج القارئ ص ٨٤.
وقال الحافظ ابن الجزري: وترك النقل في (كِتبِيَه إنّي) هو المختار عندنا والأصح لدينا والأقوى في العربية وذلك أن هذه الهاء هاء سكت وحكمها السكون فلا تحرك إلا في ضرورة الشعر -.
انظر النشر جـ ١ ص ٤٠٩.
"تنبيه" إذا قرأت لورش بالنقل - وهو المقدم أداء - تعين عليك الإِدغام في (ماليه هلك) وإذا قرأت له بالإِظهار تعين الإِظهار. والله أعلم.
انظر البدور الزاهرة ص ٣٢٥.


الصفحة التالية
Icon