في الحركة إذ قد عزم على أن تكون مبدلة من ما حكم له بالسكون في الوقف، ومع هذا فإن هذه الحروف المبدلة لما لم تثبت في الوصل أشبهت الهاء التي يوقف عليها بدلًا من تاء التأنيث المتصلة بالإسم نحو (الجِنَّةِ) (١) فإنهم منعوا الروم والإشمام فيها وإن كانت مبدلة من التاء المتحركة في الوصل بالرفع أو الخفض؛ لكون الهاء لم تثبت في الوصل قط فلا حظَّ لها في الحركة التي للتاء في الوصل.
والوجه الثاني من التسهيل لهذا النحو من الهمزات (٢) جعلها بين بين، فإذا كان كذلك لزم الروم من جهة أن همزة بين بين لا تسكن. نص على هذا الشيخ التبصرة (٣) والإمام في الكافي (٤).
والحافظ في غير التيسير، ورجح الشيخ والإمام الوقف بالبدل، كما عول عليه الحافظ هنا.
(م) قال الحافظ - رَحِمَهُ اللهُ -: (فإذا سكن ما قبل الهمزة وسهلاها ألقيا حركتها على ذلك الساكن وأسقطاها إن كان ذلك الساكن أصليًا غير ألف) (٥).
(ش) اعلم أن الساكن قبل الهمزة المتطرفة جاء في القرآن على وجهين: صحيحًا ومعتلًا، أما الصحيح فجاءت الهمزة بعده مفتوحة في قوله

(١) من مواضعه الآية: ١١٩ هود.
(٢) أي المضمومة والمكسورة، وأما المفتوحة فالبدل فيها لا غير. انظر الكافي ص ٣٣.
(٣) انظر: التبصرة ص ٣٢١.
(٤) انظر الكافي ص ٣٣.
(٥) انظر التيسير ص ٣٨.


الصفحة التالية
Icon