والذي في القرآن من شبهه قوله تعالى: ﴿يَاصَالِحُ ائْتِنَا﴾ (١) و ﴿وَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ ائْذَنْ لِي﴾ (٢) و ﴿إِلَّا أَنْ قَالُوا ائْتِنَا﴾ (٣) و ﴿وَلِلْأَرْضِ ائْتِيَا﴾ (٤).
واعلم أن هذه الأمثلة التي أولها ﴿الَّذِي اؤْتُمِنَ﴾ ليست الهمزات فيها متوسطات، وإنما هي في أوائل الكلمات، لكن لا يمكن ثبوثهن سواكن إلا متصلات بما قبلهن، فأشبهت المتوسطات؛ ولهذا فصلهن مما قبلهن بقوله: ﴿وَكَذَلِكَ﴾ فإن وقفت على شيء من هذه الكلمات لحمزة حكمت في هذه الكلمات حركات ما قبلهن فأبدلتهن أحرفًا من جنس تلك الحركات فإن فصلتهن مما قبلهن وبدأت بهن فلابد من اجتلاب همزة الوصل وتكسرها فيما انكسر فيه ما بعد هذه الهمزات أو انفتح نحو ﴿ائْتِ بِقُرْآنٍ﴾ (٥) و ﴿ائْذَنْ لِي﴾ (٦) ٩ تضمها إن انضم نحو ﴿اؤْتُمِنَ﴾ (٧) وتبدل من هذه الهمزات السواكن أحرفًا من جنس حركة همزة الوصل فعلى هذا تقول: ﴿الَّذِي اؤْتُمِنَ﴾ فتبدل من الهمزة ياء في الوقف لحمزة؛ لوقوعها بعد كسرة الذال من (الذي) وقد حذفت الياء من (الذي) لالتقائها ساكنة مع الهمزة الساكنة أو الحرف المبدل منها، فإذا بدأت قلت (اوتمن) فتبدلها واوًا لأجل الضمة في همزة الوصل المعتبرة بضم عين الكلمة، وهي التاء.
وتقول في الوقف: ﴿لِقَاءَنَا ائْتِ﴾ (٨) فتبدل الهمزة ألفًا لوقوعها بعد
(٢) جزء من الآية: ٤٩ التوبة.
(٣) جزء من الآية: ٢٩ العنكبوت.
(٤) جزء من الآية: ١١ فصلت.
(٥) جزء من الآية: ١٥ يونس.
(٦) جزء من الآية: ٤٩ التوبة.
(٧) جزء من الآية: ٢٨٣ البقرة.
(٨) جزء من الآية: ١٥ يونس.