وأما الثلاثة المختلف فيهن فأولها في البقرة: ﴿مِنَ الشُّهَدَاءِ أَنْ تَضِلَّ إِحْدَاهُمَا﴾ (١) قرأه حمزة بكسر الهمزتين والباقون بكسر الأولى وفتح الثانية والثاني والثالث في الأحزاب: ﴿لِلنَّبِيِّ إِنْ أَرَادَ﴾ (٢) و ﴿بُيُوتَ النَّبِيءِ إنْ ارَادَ﴾ (٣) قرأهما ورش بهمزة (النبيء) فتلتقي همزتان مكسورتان والباقون بياء
مشددة.
(م) قال الحافظ - رَحِمَهُ اللهُ -: (فقنبل وورش يجعلان الثانية كالياء الساكنة.... إلى آخر كلامه) (٤).
(ش) ومراده أنهما يجعلانها بين الهمزة والياء وكذا قوله وعن قالون والبزي (يجعلان الأولى كالياء المكسورة) (٥) يريد بين الهمزة والياء وكذا نص في كتاب الإيضاح فقال ما نصه:
(فقرأ ابن كثير في رواية قنبل، ونافع في رواية ورش بتحقيق الهمزة الأولى وتسهيل الثانية فتكون في اللفظ كانها ياء ساكنة وهي في الحقيقة بين الهمزة والياء الساكنة، ويدل على أنه أراد هذا: قوله في التيسير (كالياء) فجاء بكاف التشبيه: لأن الهمزة المسهلة إذا كانت مكسورة ففيها شبه من الياء وليست ياء خالصة، ويدل عليه أيضًا قوله آخر الباب (وحكم تسهيل الهمزة في البابين أن تجعل. بين الهمزة وبين الحرف الذي منه حركتها... إلى آخر كلامه (٦) يعني بالبابين هذا الباب والباب الذي قبله.
(٢) جزء من الآية: ٥٠ الأحزاب.
(٣) جزء من الآية: ٥٣ الأحزاب.
(٤) انظر التيسير ص ٣٣.
(٥) انظر التيسير ص ٣٣.
(٦) انظر التيسير ص ٣٤.