هذا أنه يوافق أبا الحسن الأخفش تارة، ويوافق سيبويه أخرى، وذلك بحسب الخط، فيقف على (سَنُقْرِئُكَ) بالياء. لأنه كتب (بالياء) (١) ويقف على (يَسْتَهْزِءُونَ) بالهمزة المسهلة بين الهمزة والواو، لأنه كتب بالواو، وقد حصل فيما ذكر الحافظ من أمثلة الهمزة الصور الثلاث (٢).
(م) قال الحافظ - رَحِمَهُ اللهُ - (٣) (وإن انفتحت) (٤).
(ش) يعني بعد الفتحة، لأنه قد تقدم حكمها إذا انفتحت بعد الكسرة أو الضمة، فحصل من هذا الموضع، ومما تقدم الصور الثلاث التي فيها الهمزة مفتوحة، وذكر في أمثلتها ﴿وَيْكَأَنَّ﴾ (٥) و ﴿وَيْكَأَنَّهُ﴾ (٦). وهذه الكلمة مركبة من (أن) وما قبلها، وفيه خلاف. قيل بأن (ويك) أصله (ويلك) (٧)، كما قال عنترة:

ولقد شفى نفسي وأبرأ سقمها قيل الفوارس ويك عنتر أقدم (٨)
يريد (ويلك) وعلى هذا تكون (أن) محمولة على فعل مضمر كأنه قال (اعلم) (٩) (أَنَّ اللَّهُ يَبْسُطُ الرِّزْقَ) واعلم أنه لا يفلح الكفروان (و) (١٠)
(١) ما بين القوسين تكملة من (ز) و (ت).
(٢) في (الأصل) (الثالث) وهو تحريف والصواب ما في باقي النسخ ولذا أثبته.
(٣) في (س) بدون (- رَحِمَهُ اللهُ -).
(٤) انظر التيسير ص ٤١.
(٥) جزء من الآية: ٨٢ القصص.
(٦) جزء من الآية: ٨٢ القصص.
(٧) وهو مذهب الكوفيين كما في الكشاف جـ ٣ ص ١٩٣.
تحقيق محمد الصادق قمحاوي مطبعة مصطفى البابي الحلبي.
(٨) انظر المعلقات العشر ص ١٥٧/فوزي عطوري، وجواهر الأدب ٢/ ٥٩.
(٩) ما بين القوسين تكملة من باقي النسخ.
(١٠) ومعناه: أن القوم قد تنبهوا على خطئهم في تمنيهم.


الصفحة التالية
Icon