الموضع، وقد تثبت التاء كما تقدم في الفعل وصلًا ووقفًا، وفي الجمع، مثل (المسلمات) ثم إن جَعل الهاء بدلًا من التاء له وجه صحيح يطرد في كلام العرب، وهو أن الوقف موضع تغيير، ألا تراهم يبدلون فيه التنوين ألفًا، وكذلك النون الخفيفة اللاحقة للفعل تبدل في الوقف ألفًا، ويسكن فيه ما كان في الوصل متحركًا، ويضعف ما كان مخففًا، وتلحق هاء السكت، وتنقل الحركة إلى ساكن قبلها، وتسهل الهمزة كما هو مذهب حمزة، وهشام إلى غير ذلك مما هو محكم في كتب النحو، وليس لجعل التاء في الوصل عوضًا من الهاء، وادعاء كون الهاء هي الأصل في التأنيث وجه. والله أعلم.
فإن قيل: إن كانت التاء هي الأصل فما الحامل على كتب الهاء في (امرأة) و (قائمة) ونحوهما، وهلا كتبوها بالتاء، ولأي شيء يطرد في عبارة سيبويه وغيره من النحويين أن يقولوا: (٥ اء التأنيث) ولا يقولوا (تاء التأنيث): إلا قليلًا؟ فالجواب أن عادة الكتاب: أن يثبتوا في أول الكلمة من الحروف ما يلفظ به في الإبتداء، وسواء وافق اللفظ في الوصل أو خالف، ويثبتون في آخرها ما يلفظ به في الوقف، سواء وافق اللفظ في الوصل أو خالف، فكتبوا الهاء رعيًا لثبوتها في اللفظ في الوقف، وأما التعبير بالهاء دون التاء في الأكثر فإنما روعي في ذلك كونها موجودة في الخط ولا يقدح هذا في أصالة التاء وفرعية الهاء، والله أعلم.
واعلم أنه لا خلاف أن التاء اللاحقة في الوصل لا تمال، فأما الهاء المخصوصة بالوقف فقد وردت فيها الإمالة عن العرب، حكى سيبويه (ضربت ضربة) و (أخذت أخذة) ثم قال: شبه الهاء بالألف، فأمال ما قبلها كما يميل ما قبل الألف.