وطلب هو العلم فنبغ في فنون شتى.
أخذ عن قاضي الجماعة محمد بن علي المراكشي وأبي عبد الله محمد بن أبي البركات وأبي العباس أحمد بن محمد المدعو ابن أبي عطاء وأبي الحسين ابن أبي عبد الرحمن وغيرهم.
قال الشوكاني: كان فاضلا عاقلا نبيها انتفع به جماعة في التعليم، وكان يشتغل من بعد صلاة الصبح إلى قريب الزوال مدة إلى أن كان في سنة تسع وتسعين وستمائة فخرج إلى صلاة الجمعة في يوم ريح وغبار فتأذى بذلك وأصابه يبس في دماغه، وكان له مدة لا يأكل مافيه روح، فبدأت منه أحوال لم تعهد وهيآت عجيبة وصار يكاشف كل من دخل عليه ويخبره بما هو عليه، فأمر الشيخ أبو زيد عبد الرحمن بن عبد الكريم الأغماتي أهله أن يحجبوه، فأقام سنة ثم صح وخرج إلى الناس، وصار يذكر ماجرى له من ذلك وفيه عجائب. منها: أنه رأى صورا علوية وجوههم مضيئة تكلموا بعلوم جمة تتعلق بمعاني القرآن بأساليب بديعة قال:

ثم هجم علي جماعة في صور مفزعة . فذكر كلاما طويلا (١).
قال ابن رشيد: لم أر عالما بالمغرب إلا رجلين ابن البناء العددي بمراكش وابن الشاط بسبتة (٢).
توفي بمراكش عشية يوم السبت السادس من رجب سنة إحدى وعشرين وسبعمائة ودفن خارج باب أغمات.
له:
حاشية على الكشاف
تفسير الباء من البسملة
جزء صغير على سورتي (الكوثر) و (العصر)
تسمية الحروف وخاصية وجودها في أوائل سور القران
كتاب نحا فيه منحا ملاك التأويل.
عنوان الدليل في مرسوم خط التنزيل (٣)
وأخرج أكثر من سبعين كتابا في العدد والحساب والهندسة والجبر والفلك والتنجيم وبقي كتابه (تلخيص أعمال الحساب) معمولا به في المغرب (٤) حتى نهاية القرن السادس عشر الميلادي وشرحه كثيرون من العلماء واقتبس عنه علماء الغرب.
_________
(١) البدر الطالع ١/ ١٠٨ - ١٠٩.
(٢) انظر معجم المفسرين ١/ ٦٧.
(٣) انظر معجم المفسرين ١/ ٦٧.
(٤) وترجم للفرنسية (انظر دائرة المعارف ١/ ١٠٢).


الصفحة التالية
Icon