فلأن الغرض منه هو الاعتصام بالعروة الوثقى، والوصول إلى السعادة الحقيقية التي لاتفنى، وأما من جهة شدة الحاجة فلأن كل كمال ديني أودنيوي عاجلي أو آجلي مفتقر إلى العلوم الشرعية، والمعارف الدينية، وهي متوقفة على العلم بكتاب الله تعالى (١).
وقال الكافييجي: إن علم التفسير محتاج إليه، لأن الناس يحتاجون في الاطلاع على الشرائع والأحكام إلى معرفة معاني القرآن، التي لايطلع عليها - على ماينبغي - إلا بهذا العلم الشريف، على أن معانيه لاتكاد تنحصر إلا بقواعد، وهي: علم التفسير (٢).
وقال: إن علم التفسير أشرف العلوم، لأن موضوعه أساس علوم الإسلام، ومدار الأحكام، وحبل الله المتين، ونوره المبين، والذكر الحكيم، والصراط المستقيم، ولأن غايته هي الاعتصام بالعروة الوثقى، التي لاانفصام لها، والوصول إلى السعادة الحقيقية، التي لاتفنى، وهما أشرف الغايات وأجداها نفعا (٣).
_________
(١) الإتقان ٢/ ٢٢٣ - ٢٢٤.
(٢) التيسير ص: ١٥٦.
(٣) التيسير ص: ١٥٨ - ١٥٩.