خامسا: لابد لطالب العلم أن يبرأ من حوله وقوته وأن يلجأ إلى ربه ليهديه سواء السبيل فكم من عالم زل بل ضل ولاشك أن لذلك أسبابه ومبرراته التي يجب على طالب العلم اجتنابها إلا أنه يبقى ماذكرته من الفزع إلى الله فهو نور السموات والأرض.
سادسا: الحق لا يعرف بالرجال وإنما يعرف الرجال بالحق، فلا يغنر طالب العلم برنين الأسماء وكثرة الثناء، فالحق أبلج والباطل لجلج، وإن للحق نورا يعرف به ومقياسه هو الكتاب والسنة ومنهج سلف الأمة وإباك إباك وبنيات الطريق.
سابعا: إن لمصر - وللأزهر - خاصة دورا بارزا وقياديا في حركة التفسير في المنطقة المدروسة من خلال احتوائها لكثير من مفسريها وتهيئتها المجال للدراسة والتدريس بها، وهذا هو دأبها نسأل الله لها الدوام على ذلك.
وأما التوصيات فأقول:
أولا: لابد من صقل الاتصال بين المشارقة والمغاربة من خلال تبادل الأبحاث والكتب المطبوعة والمخطوطات فكم من بحث في إحدى المنطقتين لا علم للمنطقة الأخرى به، وكم من مخطوطات هنا ليس لها مصورات هناك، وأما المطبوعات وما أدراك ما المطبوعات فالأمر فيها عجيب، فلو وجدت الجهة التي تنسق للاتصال وتوفير تبادل المعلومات بين المنطقتين لكان في ذلك الخير الكثير.
ثانيا: ضرورة توجيه طلبة العلم والباحثين من أهل الدراسات إلى هذا الكم الهائل من المخطوطات لتحقيقها وإخراجها للناس فكم بذل فيها من جهد وكم حوت من علوم وهي رهن المكتبات العلمية لايطلع عليها إلا النزر اليسير.
ثالثا: توجيه الباحثين إلى دراسة مناهج هؤلاء المفسرين الذين لا يعرف شيء عن مناهجهم، وإبراز جوانب التميز سلبا وإيجابا في تلك المناهج.
هذا ما ظهر لي فإن كان صوابا فمن الله وإن كان خطأ فمني ومن الشيطان وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين وصلى الله على نبينا وحبيبنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.


الصفحة التالية
Icon