البقرة)، كوصلك تمامًا التي بالنحل (أينما).
يتضح من ذلك أن (أينما) تأتي متصلة في موضعين فقط:
الأول: ﴿أَيْنَمَا تُوَلُّوا فَثَمَّ وَجْهُ اللَّه﴾ [البقرة: ١١٥].
الثاني: ﴿أَيْنَمَا يُوَجِّهْهُ لا يَأْتِ بِخَيْر﴾ [النحل: ٧٦].
قوله: (ومختلف) أي: واختلف فيها في ثلاثة مواضع:
الأول: ﴿وَقِيلَ لَهُمْ أَيْنَ مَا كُنْتُمْ تَعْبُدُونَ﴾ [الشعراء: ٩٢].
الثاني: ﴿مَلْعُونِينَ أَيْنَمَا ثُقِفُوا أُخِذُوا وَقُتِّلُوا تَقْتِيلاً﴾ [الأحزاب: ٦١].
الثالث: ﴿أَيْنَمَا تَكُونُوا يُدْرِكْكُمُ الْمَوْتُ﴾ [النساء: ٧٨].
والقطع في موضع الشعراء أولى، والوصل في موضعي الأحزاب والنساء أولى.
قوله: (وُصفَ) أي: نعت وذُكر.
وَصِلْ فَإِلَّمْ هُودَ أَلَّنْ نَجْعَلاَ | نَجْمَعَ كَيْلاَ تَحْزَنُوا تَأْسَوْا عَلَى |
حَجٌّ عَلَيْكَ حَرَجٌ وَقَطْعُهُمْ | عَنْ مَنْ يَشَاءُ مَنْ تَوَلَّى يَوْمَ هُمْ |
وأمر بوصل (أنْ) بـ (لَنْ) في موضعين فقط:
الأول: ﴿بَلْ زَعَمْتُمْ أَلَّنْ نَجْعَلَ لَكُمْ مَوْعِداً﴾ [الكهف: ٤٨].
الثاني: ﴿أَيَحْسَبُ الإِنْسَانُ أَلَّنْ نَجْمَعَ عِظَامَهُ﴾ [القيامة: ٣].
وأشار في النظم إلى الموضع الأول بقوله: (نجعلا)، وإلى الموضع الثاني بقوله: (نجمع).
فائدة:
ذكر الشيخ الحصري الخلاف في قوله تعالى: ﴿عَلِمَ أَنْ لَنْ تُحْصُوهُ﴾ [المزمل: ٢٠]، والقطع فيه أولى (١). اهـ. وهو الذي عليه العمل.
والظاهر من النظم أن مذهب ابن الجزري فيه القطع. والله أعلى وأعلم.
_________
(١) أحكام تلاوة القرآن الكريم، ص: ٢٧١.