ويجوز غير ذلك من الصيغ الواردة عن أئمة القراءة. مثل: "أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم"، والأول أولى وأفضل لأنها هي الصيغة الواردة في الآية، والله أعلى وأعلم.
البسملة
اعلم أن البسملة هي أن تقول: بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ، ولقد أجمعت الأمة على أنها آية في قوله تعالى: ﴿وإنه بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ﴾ في سورة النمل، أما في غير هذا الموضع ففيها كلام كبير يُرجع إليه في كتب الفقه.
ولقد أجمع العلماء (١) على وجوب البسملة عند بداية أي سورة غير سورة براءة، فلا بسملة في أولها بالإجماع.
أما في حالة البدء بأي جزء من السورة غير أولها، فتجوز البسملة وعدمها، على أحد القولين كما سيأتي.
فائدة:
"بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ" أي: أبدأ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ، وقال القرطبي (٢): "قال العلماء: بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ، قَسَمٌ من ربنا أنزله عند رأس كل سورة، يقسم لعباده إن هذا الذي وضعت لكم يا عبادي في هذه السورة حق، وإني أوفِّي لكم بجميع ما ضمنت في هذه السورة من وعْدِي ولطفي وبِرِّي".
_________
(١) انظر: كتاب "أحكام تلاوة القرآن الكريم" ص: ٣٣٣، وكتاب "حرز الأماني ووجه التهاني" للشاطبي، وأي شرح عليه.
(٢) تفسير القرطبي، ص: ٧٩.