سميت حروف الصفير؛ لأنها يصفر بها وغيرها من الحروف لا صفير فيها. قال مكي: والصفير حدة الصوت، ومنها حروف القلقلة، وهي خمسة جمعها في كلمتين، وهي: القاف والطاء والباء والجيم والدال، سُميت بذلك لأنها إذا سكنت ضعفت فاشتبهت بغيرها فتحتاج إلى إظهار صوت شبه النبرة حال سكونها وإلى زيادة إتمام النطق بها فذلك الصوت في سكونها أبين منه في حركتها.
قال ابن الجوزي (١): "وسُميت هذه الحروف بذلك لأنها إذا سُكِّنت ضعفت فاشتبهت بغيرها، فيحتاج إلى ظهور صوت يشبه النبرة حال سكونهن في الوقف وغيره، وإلى زيادة إتمام النطق بهنَّ، فذلك الصوت في سكونهن أبين منه في حركتهن، وهو في الوقف أمكن، وأصل هذه الحروف القاف؛ لأنه لا يُقْدَر أن يؤتى به ساكنًا إلا مع صوت زائد لشدة استعلائه". انتهى.
وقال شيخ الإسلام (٢): "سميت حروفها بذلك؛ لأنها حين سكونها تتقلقل عند خروجها، حتى يُسمع لها نبرة قوية، لما فيها من شدة الصوت الصاعد بها مع الضغط، دون غيرها من الحروف". انتهى.
وقوله: (قطب جد) يجوز أن يكون أصله قطب جدي فنقلت كسرة الياء إلى الدال على نية الوقف، وعُومل معاملة المنقوص فحذفت الياء، فيكون فيه إشارة إلى قطب الجدي، وهو القطب الشمالي الذي بين الجدي والفرقدين، والجدي: هو النجم الذي إلى جانب القطب، تعرف به القِبْلَة.
_________
(١) النشر (١/ ٢٠٣).
(٢) هو الشيخ زكريا الأنصاري.