بإعدام ارتعاد رأس اللسان بالكلية؛ لأن ذلك لا يمكن إلا بالمبالغة في إلصاق رأس اللسان باللثة، بحيث ينحصر الصوت بينهما بالكلية، كما في الطاء المهملة، وذلك خطأ لا يجوز؛ لأن ذلك يؤدي إلى أن تكون الراء من الحروف الشديدة، مع أنه من الحروف البينية، بل معناه تقوية ذلك الإلصاق بحيث لا يتبين التكرير والارتعاد في السمع لئلا يتولّد من الراء مثلها". انتهى.
قوله: (وللتفشي) أي وجعل للتفشي الشين، والتفشي هو الانتشار، فمسي الشين بذلك؛ لأنه انتشر صوتها حتى اتصل بمخرج الظاء.
وقوله: (ضادًا استطل) أي اجعلها مستطيلة، أي موصوفة بالاستطالة، وسمي الضاد مستطيلاً؛ لأنه استطال عن الفم عند النطق حتى اتصل بمخرج اللام وذلك لما فيه من القوة بالجهر والاستعلاء والإطباق، ولقد جعل بعض العلماء التفشي صفة لبعض الحروف غير الشين وهي: الفاء والثاء والصاد والضاد والسين والراء.
قال المرعشي (١): "وبالجملة فالحروف المذكورة مشتركة في كثرة انتشار خروج الريح، ولكن الانتشار في الشين أكثر، ولذلك اتفق العلماء على تفشيه، وفي البواقي المذكورة قليل بالنسبة إليه، ولذلك لم يصفها أكثر العلماء بالتفشي". انتهى.
فصل
تعاريف مهمة
١ - الهمس:
لغة: الخفاء.
واصطلاحًا: خفاء التصويت بالحرف لضعفه وضعف اعتماده على مخرجه، وجريان النفس معه حال النطق به.
_________
(١) لطائف الإشارات، ١: ٢٠٢.