وجمعت بفضل الله عز وجل فوائد من هنا وهناك، وبعض أقوال أهل العلم حتى يتضح المقال، ويظهر البيان، واعلم أن ما ضمنته في هذه الورقات هو أدنى جزء ينبغي لطالب علوم القرآن خاصة أن يَعْلَمَهُ، حتى يكون على بينة من أمره، وحتى يكون بإذن الله في طريقه لأن يكون مع السفرة الكرام البررة.
وعليك أخي طالب العلم، وأخص طالب علوم القرآن الكريم، أن تخلص لله عز وجل في الطلب، وتجتهد فيه، وتبذل من وقتك ومالك، لتتعلم شيئًا ينفعك في دنياك وآخرتك، وعلِّم القرآن لأي إنسان طلب ذلك منك، ولا تذله، وتواضع له، وتذكر أن ما عندك هو كله من فضل الله عز وجل، وأنك كنت لا تعلم من ذلك شيئًا، وابتغ بذلك وجه الله عز وجل وثوابه، وسر على نهج رسول الله - ﷺ - وأصحابه والعلماء الصالحين، وتورع عن أن تأخذ أجرًا على تعليم كتاب الله عز وجل، وعلّمه كلما أمكنك ذلك، وعلمه لمن هو أهل لذلك، واعمل بمقتضاه، وكن قرآنًا يمشي على الأرض كما كان رسول الله - ﷺ - قرآنًا يمشي على الأرض، واقرأه بتدبر وخشوع آناء الليل في قيامك، وأطراف النهار، واحرص على ما ينفعك، ولا تتدخل فيما لا يعنيك، وكن بارًا بوالديك، ولتكن عليك عزة المؤمن من غير تكبر، ولا تذل نفسك لحقيري النفس، ولا تركن إلى الدنيا وزينتها، وخذ منها ما يعينك على طاعة الله عز وجل ويجعلك في غنىً عن الناس، وتضرع إلى الله في الرخاء وفي الشدة، ولا يزال لسانك رطبًا من ذكر الله عز وجل، فهو من زينة المؤمن، واعلم أنك تحمل في صدرك أشرف وأعز وأعظم شيء وهو كلام الله عز وجل، فاحفظ لذلك قدره، وضعه في موضعه، ولتكن شامة بين الناس، تمتاز بخلقك وسمتك وهيأتك ولباسك الإسلامي.
ولتكن حيث يحب الله أن يراك، ولا تكن حيث يحب الله أن