كسرتين، ولقد ذكر الحصري أن الداني رجح الترقيق ثم قال: "وهو المأخوذ به المعول عليه" (١).
قوله: (وأخف تكريرًا) نبه على ضرورة إخفاء صفة التكرار الموجودة في حرف الراء، ولقد جرى الكلام فيها مستفيضًا في باب مخارج الحروف.
وقوله: (إذا تُشَدَّد) أي أن صفة التكرار في الراء تكون أكثر وضوحًا في حال كونها مشددة.
توضيح:
إذا سكنت الراء نتيجة الوقف عليها - مهما كانت حركتها في حالة الوصل - فإن لها إحدى الحالات الآتية:
الأولى: أن يكون قبلها حرف مفتوح، نحو: [ترمي بشرَرٍ - ولمن صَبَرَ - وخَسَفَ القَمرُ].
فيكون حكمها: التفخيم.
الثانية: أن يكون قبلها حرف مضموم، نحو: [بالنُّذُرِ - ويولون الدبُرَ، فما تغني النُذُر].
فيكون حكمها: التفخيم.
الثالثة: أن يكون قبلها حرف مكسور، نحو: [يوم عسِر].
فيكون حكمها: الترقيق.
الرابعة: أن يكون قبلها ألف مدية، نحو: [إن الفجار - بئس القرار - وقنا عذاب النار].
فيكون حكمها: التفخيم، ولعل العلة في ذلك هي أن الألف المدّية تعتبر غير موجودة، وإنما هي إطالة في زمن نطق الحرف الذي قبلها، فتُطبَّق القاعدة على أساس الحرف الذي قبل الألف، وحيث أن
_________
(١) أحكام تلاوة القرآن الكريم، ص: ١٥٨، ونبه على أن الراء في كلمة (فرقة) مفخمة، وقد أحسن الإمام الشاطبي إذ قال في الحرز: "وما لقياس في القراءة مدخل" وهذا من حفظ الله عز وجل للقرآن، إذ كل حرف ينطق ويكتب كما أراد الله عز وجل، وكما أخبر المصطفى - ﷺ -، وصدق الله إذ يقول: ﴿إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ﴾ [الحجر: ٩].