بالنسبة لحروف الاستفال، إذ ليس فيها تفخيمٌ أصلاً، ومن الخطأ أن يقال: إن هذين الحرفين في الحالات السابقة مرقّقان، كما أنه من الخطأ أن يُنطق بهما في الحالات السابقة مفخمين تفخيمًا قويًا كتفخيمهما مفتوحين أو مضمومتين أو ساكنين بعد فتح أو ضم؛ لأن تفخيمهما في هذه الأحوال تفخيمًا قويًا يبعدهما عن صفاتهما.
فمن أمثلة الغين المكسورة (مِنْ غِلٍّ، بَغِيًّا)، ومن أمثلة الساكنة بعد كسر أصلي: (لا تُزغْ قلوبنا، أفرِغْ علينا صبرًا)، وبعد كسر عارض: (إلا مَن اغْتَرَفَ غُرْفة بيده).
ومن أمثلة الخاء المكسور: (مِنْ خَلاَف، خِيَانة). ومن أمثلة الساكنة بعد كسر أصلي: (إِخْوانًا، إخْوَتِكَ). وبعد كسر عارضٍ: (ولكِنِ اخْتَلَفوا، أوِ اخْرجوا).
واستثنى العلماء من ذلك الخاء الساكنة المكسور ما قبلها إذا كان بعدها راء، فإنه يجب تفخيمها تفخيمًا قويًا من أجل الراء المفخمة بعدها، وذلك في كلمة (إخراج) حيث وقعت في القرآن الكريم، نحو: (وهو محرم عليكم إخراجهم)، (غير إخراج)، (وظاهروا على إخراجكم)، وفي كلمة (اخرج) في (وقالت اخرج عليهن). اهـ.
وفي ذلك قيل:

وَخَاءُ إخْرَاجٍ بتَفْخيمٍ أتتْ مِنْ أَجْلِ رَاءٍ قَدْ فُخّمَتْ
قال الناظم رحمه الله:
وبَيّنِ الإِطْبَاقَ مِنْ أحَطْتُ مَعْ بَسطْتَ والخُلْفُ بِنَخْلُقْكُمْ وَقعْ
أمر بتوضيح الإطباق في كلمة (أحطت) في قوله تعالى: ﴿أَحَطْتُ بِمَا لَمْ تُحِطْ بِهِ﴾ [النمل: ٢٢]، وكلمة (بسطت) في قوله تعالى: ﴿لَئِنْ بَسَطْتَ إِلَيَّ يَدَكَ﴾ [المائدة: ٢٨]، أما كلمة نخلقكم في قوله تعالى: ﴿أَلَمْ نَخْلُقْكُمْ مِنْ مَاءٍ مَهِينٍ﴾ [المرسلات: ٢٠] ففيها وجهان: الأول: الإدغام


الصفحة التالية
Icon