وأما المتماثلان الكبير (١): فهو أن يكون الحرفان متحركان مثل: (السماءِ إن - إنهُ هُو - الرحيمِ مَلك].
وحكمه: الإظهار (عند حفص ومن وافقه).
ثالثًا: المتماثلان المطلق (٢): فهو أن يكون الحرف الأول متحركًا والثاني ساكنُا، مثل: (نَنْسخ - مَمْنون).
وحكمه: الإظهار (عند كل القراء).
والخلاصة: أن كل حرفين متماثلين التقيا، وكان أولهما ساكنًا والثاني متحركًا، فإن الأول يدغم في الثاني أي أننا نحذف الأول تمامًا وننطق بالثاني مشددًا إلا في حالة واحدة وهي أن يكون الحرف الأول حرف مد مثل الواوين في (قالوا وهم)، ومثل الياءين في (في يوم)، فيجب في هذه الحالة الإظهار حتى نستطيع الإتيان بالمد (٣)؛ لأننا لو أدغمنا فإن المدَّ سيزول.
فائدة:
قوله تعالى: (ماليه هلك) لنا فيها ثلاثة أوجه:
الأول: الوصل مع السكت، ويحصل ذلك بأن نقول (ماليه) ثم نسكت سكتة لطيفة بدون تنفس، ثم ننطق بـ (هلك) وزمنها أقل من حركتين بشكل ملحوظ.
والثاني: الوقف مع (ماليه) مع التنفس ثم النطق بـ (هلك).
والثالث: الإدغام على أنه من قبيل المتماثلين فننطقها هكذا: (ماليَهَّلَكَ).
_________
(١) سمي كبيرًا لكثرة العمل فيه لتحرك الحرفين. قال ابن الجزري في النشر (١/ ٧٤): "وسمي كبيرًا لكثرة وقوعه إذ الحركة أكثر من السكون. وقيل: لتأثيره في إسكان المتحرك قبل إدغامه. وقيل: لما فيه من الصعوبة. وقيل: لشموله نوعي المثلين والجنسين والمتقاربين". اهـ.
(٢) سمي مطلقًا لعدم تقييده بصغير ولا كبير. انتهى. (أحكام تلاوة القرآن الكريم، ص: ١٢٥ - ١٢٧).
(٣) يُسمى هذا المد بـ (مد التمكين).