الثاني: هو المد العارض للسكون، ويكون السبب في حدوثه عروض السكون.
وحكم المد الجائز [المنفصل والعارض للسكون] هو جواز ثلاثة أوجه فيه:
الأول: القصر (حركتان).
الثاني: التوسط (أربع حركات).
الثالث: الإشباع (ست حركات).
تنويه: لا يتوقف حدوث المد العارض للسكون على حروف المد واللين، بل إنه يوجد أيضًا في حالة حرفي اللين مثل: [سَوءْ - القَولْ - إلَيكْ - جميع أواخر آيات سورة قريش]. أي أنه يجوز فيها: القصر والتوسط والإشباع، وذلك أيضًا في حالة الوقف على هذه الكلمات ونظائرها.
فائدة:
قال الحصري (١): "وينبغي أن يُعلم أن المراد بالقصر في حرفي اللين حذفُ المد منهما مطلقًا، بحيث يكون النطق بهما عند الوقف كالنطق بهما عند الوصل، إجراءً لهما مجرى الحروف الصحيحة، كما يؤخذ من "النشر"، ثم قال فيه: "والتحقيق في ذلك أن يُقال: إن هذه الأوجه الثلاثة: الإشباع والتوسط والقصر، لا تسوغ في حرفي اللين إلا لمن ذهب إلى الإشباع في حروف المد من هذا الباب، وأما من ذهب إلى القصر في حروف المد فلا يجوز له في حرفي اللين إلا القصر، ومن ذهب إلى التوسط في حروف المد فلا يجوز له في حرفي اللين إلا التوسط والقصر، سواء اعتد بالعارض أم لم يعتد، ولا يسوغ له حنيئذٍ الإشباع" (٢). انتهى.
وعلى هذا إذا كان القارئ يسير في قراءته على قصْر حرفي اللين عند
_________
(١) أحكام تلاوة القرآن الكريم، ص: ٢٢٦.
(٢) وقيل: أن القصر في حرفي اللين مقداره حركتان عند الوقف، حتى يمكن النطق بالساكن بعدهما، والقولان معمول بهما.


الصفحة التالية
Icon