وَبَعْدَ تَجْوِيدكَ لِلْحُرُوفِ | لابُدَّ مِنْ مَعْرِفَةِ الوُقُّوفِ |
واعلم أن الوقوف ينقسم إلى ثلاثة أقسام: تامٍ وكافٍ وحسنٍ.
وقوله: (تامٌ) هو بتخفيف الميم للوزن (١).
ثم شرع في تفصيل ذلك فقال:
وَهْيَ لِمَا تَمَّ فَإِنْ لَمْ يُوجَدِ | تَعَلُقٌ أو كَانَ مَعْنًى فابْتَدِي |
فَالتَّامُ فَالكَافِي وَلَفْظًا فَامْنَعَنْ | إلا رُؤسَ الآي جَوِّزْ فَالحَسَنْ |
إلى هنا انتهى كلامه على الوقف على الكلام التام المعنى، ثم شرع في الكلام على معاودة البدء بما بعده فقال:
(فإن لم يوجد) فيما وُقِف عليه (تعلق) بما بعده (أو كان) يوجد تعلق بما بعده ولكن هذا التعلق كان (معنًى) أي في المعنى لا لفظًا (٢).
(فابتدى) أي فإن لك عند معاودة القراءة أن تبدأ بالموضع الذي وقفت قبله، وفيما سبق نوعان: (فالتام) هو النوع الأول (٣)، (والكافي) هو النوع الثاني (٤).
قوله: (ولفظًا) أي أما إذا كان هذا التعلق لفظًا أي في اللفظ.
(فامنعن) أي امنع هذا البدء، أي: امتنع عن البدء بالموضع الذي وقفت قبله ولكن ائت (٥) بأي موضع في الآية التي وقفت عليها يجوز البدء به؛ وابدأ من
_________
(١) الدقائق المحكمة ص: ٤٣.
(٢) أي أن الكلام متصل معنىً ومنفصل لفظًا مثل الوقف على ﴿لقد جئت شيئًا إمرًا﴾ فهذه آخر آية وهي مفصولة عن ما بعدها لفظًا ولكنها متصلة بها معنى.
(٣) أي النوع الذي لا يوجد فيه تعلق بما بعده.
(٤) أي النوع الذي فيه التعلق بما بعده معنىً لا لفظًا.
(٥) أي: أحضر ونظيره في قوله تعالى: ﴿قَالَ الَّذِينَ لا يَرْجُونَ لِقَاءَنَا ائْتِ بِقُرْآنٍ﴾ [يونس: ١٥].