عنده.
(إلا) في حالة واحدة وهي (عند رؤس الآي) فإنه يجوز لك الوقف عليها ثم الابتداء بأول الآية التي بعدها، وإن كان الكلام متصلاً لفظًا، ثم ذكر اسم هذا النوع وهو (الحَسَن).
فائدة:
(التعلق بالمعنى) هو الارتباط بالمعنى وهو ما يرجع فيه إلى علوم التفسير والبلاغة، أي أنه الارتباط من حيث المعنى لا من حيث الإعراب أو الإخبار عن حال المؤمنين أو الكافرين أو تمام قصة ونحو ذلك.
أما (التعلق اللفظي) فهو الذي يرجع فيه إلى القواعد النحوية والإعراب ككونه صفة له أو معطوفًا عليه.
واعلم أن حالةً يستحيل أن توجد، وهي أن يكون الكلام متعلقًا ببعضه لفظًا لا معنى، وذلك لأن اتصال اللفظ لابد وأن يقتضي اتصال المعنى.
وَغَيْرُ مَا تَمَّ قَبِيْحٌ وَلَهُ | يُوقَفُ مُضْطَرًّا وَيُبْدَا قَبْلَهُ |
(وله) أي بسببه.
(يوقف مضطرًا) لا يوقف عليه إلا عند الاضطرار.
(ويبدا قبله) أي: ولا يجوز البدء بما بعده، ولكن يكون البدء (قبله) أي بأي موضع في الآية التي وقفت عليها مضطرًا بشرط أن يكون هذا الموضع يجوز البدء به.
ومثال القبيح: الوقف على المضاف دون المضاف إليه، وعلى الرافع دون مرفوعه، وعلى الناصب دون منصوبه، وعلى الشرط دون جوابه، وعلى المعطوف دون معطوفه (١).
وَلَيْسَ فِي الْقُرْآنِ مِنْ وَقْفٍ وَجَبْ | وَلاَ حَرَامٌ غَيْرَ مَا لَهُ سَبَبْ |
_________
(١) الدقائق المحكمة، ص: ٤٥.