(السوء) في ﴿لا يُحب الله الجهر بالسوء من القول﴾، وكالوقف على (السماء) في ﴿ما في السماء والأرض﴾، والمبدل منه مثل الوقف على (شركاء) في ﴿وجعلوا لله شركاء الجن﴾، وكالوقف على (لله) في ﴿الحمد لله رب العالمين﴾ إلى غير ذلك.
رابعًا: الوقف القبيح:
وهو الوقف على كلمة لا تتم ذات الكلام عندها، بل قد يفهم منه عكس المراد في الآية والعياذ بالله، وقد يوصل بعضه إلى الكفر إن اعتقده قائله والعياذ بالله، وهذا النوع لا يجوز الوقف عليه إلا لضرورة كما سبق ولا يكون البدء بما بعده، بل يكون البدء من أي موضعٍ قبله يصح البدء به.
وأمثلته: كالوقف بين الفعل وفاعله، أو بين المضاف والمضاف إليه، أو بين المبتدأ والخبر، ونحو ذلك كالوقف على (السماء) أو على (الأرض) أو على (بينهما) في قوله تعالى: ﴿وَمَا خَلَقْنَا السَّمَاءَ وَالأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا لاعِبِينَ﴾ [الأنبياء: ١٦]. وكالوقف على (إله) في ﴿فَاعْلَمْ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ﴾ [محمد: ١٩]، أو في ﴿وَمَا مِنْ إِلَهٍ إِلا إِلَهٌ وَاحِدٌ﴾ [المائدة: ٧٣]، أو كالبدء بـ (إن) والوقف على (المسيح) في ﴿لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ هُوَ الْمَسِيح﴾ [المائدة: ١٧]، كل ما سبق هو من أشد القبيح الذي يكفر من اعتقده.
ومن الأمثلة أيضًا الوقف على (خير) في ﴿وَمَا تَفْعَلُوا مِنْ خَيْرٍ فَإِنَّ اللَّهَ﴾ [النساء: ١٢٧].
ومن الأمثلة الجامعة قوله تعالى: ﴿وَقَالَتِ الْيَهُودُ يَدُ اللَّهِ مَغْلُولَةٌ﴾ [المائدة: ٦٤]؛ فالوقف على (اليهود) قبيح، والبدء بما بعده أقبح منه.
وكذا الوقف على (النصارى) قبيح، والبدء بما بعده أقبح في قوله تعالى: ﴿وَقَالَتِ الْيَهُودُ وَالنَّصَارَى نَحْنُ أَبْنَاءُ اللَّهِ وَأَحِبَّاؤُهُ﴾ [المائدة: ١٨].
وكذا الوقف على (قالوا) والبدء بما بعدها في ﴿لَقَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ فَقِيرٌ وَنَحْنُ أَغْنِيَاءُ﴾ [آل عمران: ١٨١].


الصفحة التالية
Icon