﴿بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ﴾
﴿الم (١) ذلِكَ الْكِتابُ لا رَيْبَ فِيهِ هُدىً لِلْمُتَّقِينَ (٢) الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ وَيُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَمِمَّا رَزَقْناهُمْ يُنْفِقُونَ (٣) وَالَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِما أُنْزِلَ إِلَيْكَ وَما أُنْزِلَ مِنْ قَبْلِكَ وَبِالْآخِرَةِ هُمْ يُوقِنُونَ (٤)
أُولئِكَ عَلى هُدىً مِنْ رَبِّهِمْ وَأُولئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ (٥)﴾.
أسباب النزول
وذكر المفسرون في سبب نزول هذه الآيات من قوله: ﴿الم﴾ إلى قوله: ﴿الْمُفْلِحُونَ﴾ أقوالا.
أحدهما: أنّها نزلت في مؤمني أهل الكتاب دون غيرهم، وهو قول ابن عباس وجماعة.
والثاني: نزلت في جميع المؤمنين، قاله مجاهد. اه. من «البحر».
التفسير وأوجه القراءة
١ - ﴿الم﴾: الله أعلم بمراده بذلك، فأرجح الأقوال في هذه الأحرف التي ابتدىء بها كثير من السور سواء كانت أحاديّة: كـ ﴿ق﴾ و ﴿ص﴾ و ﴿ن﴾، أو ثنائية: كـ ﴿طس﴾ و ﴿يس﴾، أو ثلاثية: كـ ﴿الم﴾ و ﴿الر﴾ و ﴿طسم﴾، أو رباعية: كـ ﴿المص﴾ و ﴿المر﴾ أو خماسيّة: كـ ﴿كهيعص﴾: أنّه من المتشابه الذي اختصّ الله سبحانه وتعالى بعلمه، وعلى هذا فلا محلّ لها من الإعراب؛ لأنّ الإعراب فرع عن إدراك المعنى، فلا يحكم عليها بإعراب، ولا بناء، ولا تركيب مع عامل.
والحاصل: أنّ مجموع الأحرف المنزلة في أوائل السور: أربعة عشر حرفا، وهي نصف حروف الهجاء، وقد تفرّقت في تسع وعشرين سورة، المبدوء بالألف