بالثواب، والخلود في الجنات، والنجاة مما أعدّ الله لأعدائه من العقاب. انتهى.
فائدة: ويستفاد من هذه الآيات (١): أنّ الهداية الموصلة إلى الفلاح الأبديّ لا تحصل إلا لمن اتصف بالتقوى، وآمن بالغيب الذي أخبر به محمد صلّى الله عليه وسلّم وأقام الصلاة المفروضة، وأنفق في الواجبات مما رزقه الله تعالى، وآمن بالكتاب الذي أنزل على محمد صلّى الله عليه وسلّم وعلى الرسل قبله عليهم الصلاة والسلام، وأيقن مجيء الدار الآخرة.
الإعراب
﴿الم (١) ذلِكَ الْكِتابُ لا رَيْبَ فِيهِ هُدىً لِلْمُتَّقِينَ﴾.
﴿الم﴾ كلمة أريد لفظها لا معناها؛ لأنها اسم للسورة، في محلّ الرفع خبر لمبتدأ محذوف جوازا، تقديره: هذه ﴿الم﴾، أي: هذه السورة مسمّاة بلفظ ﴿الم﴾ مبني على السكون؛ لشبهه بالحرف شبها وضعيا. أو مبتدأ خبره محذوف، تقديره: ألم هذا محلّه. وقد تقدم بسط الكلام في معناه وإعرابه في مبحث التفسير، فراجعه.
والجملة الإسمية مستأنفة استئنافا نحويا، لا محلّ لها من الإعراب.
وعبارة «عمدة التفاسير» هنا: قوله: ﴿الم﴾ تقدم لك أنّ الأرجح فيه القول: بأنّه مما انفرد الله سبحانه وتعالى بعلم المراد منه، وعلى هذا القول فلا يوصف بإعراب، ولا بناء؛ لأنّ الإعراب فرع عن إدراك المعنى، ومعناه لم يعلم لنا. وعلى القول: بأنّه اسم لهذه السورة مثلا، ففيه ثلاثة أوجه من الإعراب:
الأول: الرفع على أنه مبتدأ خبره ما بعده، أو على أنه خبر لمبتدأ محذوف.
والثاني: النصب على أنّه مفعول به لفعل محذوف وجوبا؛ لشبهه بالمثل، تقديره: اقرؤوا ﴿الم﴾ اقرؤوا فعل وفاعل، ﴿الم﴾ في محل النصب مفعول به،

(١) العمدة.


الصفحة التالية
Icon