أصله: متقيين بياءين، الأولى لام الكلمة، والثانية علامة الجمع، فاستثقلت الكسرة على لام الكلمة، وهي الياء الأولى، فحذفت الضمة فالتقى ساكنان، وهما الياءان، فحذفت إحداهما، وهي الأولى، فصار متقين، كما سيأتي بسط الكلام فيه في مبحث التصريف إن شاء الله تعالى. الجار والمجرور متعلّق بهدى؛ لأنّه مصدر، ويجوز أن تجعله صفة لهدى.
﴿الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ وَيُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَمِمَّا رَزَقْناهُمْ يُنْفِقُونَ (٣)﴾.
﴿الَّذِينَ﴾ اسم موصول لجمع المذكر في محل الجر صفة للمتقين، مبني على الفتح، أو على الياء على الخلاف المذكور في محلّه؛ لشبهه بالحرف شبها افتقاريا، ويجوز فيه القطع إلى الرفع، أو النصب. ﴿يُؤْمِنُونَ﴾ فعل وفاعل، مرفوع بثبات النون، والواو ضمير لجماعة الذكور الغائبين، في محلّ الرفع. ﴿بِالْغَيْبِ﴾ جار ومجرور، متعلّق بيؤمنون، والجملة الفعلية صلة الموصول، والعائد الواو في يؤمنون، وهو أعني الموصول جامد مؤول بمشتق مأخوذ من الصلة، تقديره: هدى للمتقين المؤمنين بالغيب، أو مأخوذ من ضدّ معنى الموصول، تقديره: للمتقين المعلوم إيمانهم بالغيب. ﴿وَيُقِيمُونَ الصَّلاةَ﴾ فعل وفاعل، ومفعول به، معطوف على يؤمنون على كونه صلة الموصول. ﴿وَمِمَّا رَزَقْناهُمْ﴾ الواو عاطفة. ﴿مِمَّا﴾ من حرف جرّ مبني بسكون على النون المدغمة في ميم ما. ﴿ما﴾ اسم موصول، أو نكرة موصوفة في محل الجر بمن، مبني على السكون؛ لشبهه بالحرف شبها افتقاريا، الجار والمجرور متعلّق بينفقون المذكور بعده، قدّم عليه اهتماما بشأن المنفق، أو لرعاية الفاصلة. ﴿رَزَقْناهُمْ﴾ فعل وفاعل ومفعول أول، والجملة صلة لما، أو صفة لها، والعائد أو الرابط محذوف، تقديره: ومما رزقناهم إياه، وهو المفعول الثاني لرزقناهم، وفي «الجمل»: أنّ العائد محذوف، فيقدّر متصلا أو منفصلا على حدّ قول ابن مالك:
وصل أو افصل هاء سلنيه
﴿يُنْفِقُونَ﴾ فعل وفاعل، والجملة معطوفة على جملة قوله: ﴿يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ﴾ على كونها صلة الموصول والعائد إلى الموصول الواو في ﴿يُنْفِقُونَ﴾.


الصفحة التالية
Icon