مضارع آمن الرباعي، أصله: أأمن بوزن أفعل، فكرهوا اجتماع الهمزتين في كلمة، فقلبوا الثانية ألفا.
﴿وَيُقِيمُونَ الصَّلاةَ﴾ مضارع أقام الرباعيّ، وفيه حذف همزة أفعل، إذ القياس إثباتها، وفيه إعلال بالتسكين والقلب، فأصله: يقومون، نقلت حركة الواو إلى الساكن الصحيح قبلها، فسكنت الواو إثر كسرة فقلبت ياء حرف مدّ، فوزنه يفعلون. وفي «الجمل»: أصله: يؤقومون، حذفت همزة أفعل؛ لوقوعها بعد حرف المضارعة، فصار يقومون بوزن يكرمون، فاستثقلت الكسرة على الواو، فنقلت إلى القاف، ثمّ قلبت الواو ياء؛ لانكسار ما قبلها. اه. «سمين». الصلاة أصله: صلوة، تحركت الواو وانفتح ما قبلها فقلبت ألفا، ففيه إعلال بالقلب. وقيل: من الوصلة؛ لأنها وصلة بين العبد وبين ربّه، وعليه فأصلها وصلة، قلبت الواو قلبا مكانيا فصار صلوة، ثمّ يقال: تحركت الواو وانفتح ما قبلها فقلبت ألفا.
﴿يُنْفِقُونَ﴾ فيه حذف همزة أفعل من المضارع، إذ القياس: يؤنفقون. ﴿وَبِالْآخِرَةِ﴾ الآخرة مؤنث الآخر، كما أنّ الدنيا مؤنث الأدنى، ثمّ صارا علمين للدارين. ﴿هُمْ يُوقِنُونَ﴾ أصله: ييقنون بياءين؛ لأنّ المادة من اليقين، وفيه همزة أفعل؛ لأنّه من مضارع أيقن، وفيه إعلال بالقلب حيث قلبت الياء الثانية الساكنة واوا؛ لسكونها إثر ضمّة، فجعلت حرف مدّ، وهذا على حدّ قول ابن مالك:

ووجب إبدال واو بعد ضمّ من ألف ويأكموقن بذاله اعترف
﴿هُمُ الْمُفْلِحُونَ﴾ جمع مفلح، أصله: مؤفلح بوزن مفعل، ففيه حذف همزة أفلح الرباعي من اسم الفاعل، أصله: المؤفلحون.
البلاغة
وقد تضمّنت هذه الآيات الكريمة ضروبا من البلاغة، وأنواعا من الفصاحة والبيان والبديع:
فمنها: حسن الافتتاح في قوله: ﴿الم﴾ حيث افتتح بما فيه غموض ودقة؛


الصفحة التالية
Icon