أوّل، والنون المشدّدة علامة جمع الإناث. ﴿سَبْعَ سَماواتٍ﴾ مفعول ثان ومضاف إليه؛ لأنّ سوى بمعنى صيّر، يتعدّى إلى مفعولين، والجملة الفعلية معطوفة على جملة اسْتَوى. ﴿وَهُوَ﴾ مبتدأ ﴿بِكُلِّ شَيْءٍ﴾ جار ومجرور، ومضاف إليه، متعلق بعليم و ﴿عَلِيمٌ﴾ خبر المبتدأ، والجملة الإسمية مستأنفة مسوقة؛ لتعليل ما قبلها، كأنّه قال: ولكونه عالما بكنه الأشياء كلّها، خلق ما خلق على هذا النمط الأكمل والوجه الأنفع، كما ذكره البيضاوي. قال أبو البقاء: ويقرأ وهو بإسكان الهاء، وأصلها الضمّ، وإنّما أسكنت هنا؛ لأنّها صارت كعضد، فخفّفت، وكذلك حالها مع الفاء واللام، نحو: فهو لهو، ويقرأ بالضمّ على الأصل كما مر.
التصريف ومفردات اللغة
﴿يا أَيُّهَا النَّاسُ﴾ والناس أصله: أناس، فحذفت الهمزة التي هي فاء الكلمة، وعوّض عنها (أل)، فلا يجمع بينهما. اه. شيخنا. ﴿اعْبُدُوا﴾ والعبادة: خضوع ينشأ عن استشعار القلب بعظمة المعبود. ﴿رَبَّكُمُ﴾ والربّ: هو الذي يسوس من يربيه، ويدبر شؤونه. ﴿لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ﴾ وفي «السمين» ما نصه: وإذا ورد (لعلّ) في كلام الله تعالى فللناس فيه ثلاثة أقوال:
أحدها: أنّ لعلّ على بابها من الترجي والإطماع، ولكنه بالنسبة إلى المخاطبين؛ أي: لعلكم تتقون على رجائكم وطمعكم. وقد نصّ على هذا التأويل سيبويه في «كتابه» في قوله تعالى: ﴿لَعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ﴾؛ أي: اذهبا على رجائكما، وكذا نصّ عليه الزمخشري في «كشافه».
والثاني: أنّها للتعليل؛ أي: اعبدوا ربّكم لكي تتقوا، وبه قال قطرب، واختاره الطبري في «تفسيره الكبير».
والثالث: أنّها للتعريض للشيء، كأنّه قيل افعلوا ذلك متعرّضين لأن تتقوا، نصّ عليه أبو البقاء، واختاره المهدوي في «تفسيره» الممتع. وهذه الجملة على كلّ قول متعلّقة من جهة المعنى باعبدوا؛ أي: اعبدوه على رجائكم التقوى، أو لتتقوا، أو متعرّضين للتقوى.