ومنها: التعجيز في قوله: ﴿فَأْتُوا بِسُورَةٍ﴾؛ لأن الأمر هنا، خرج مخرج التعجيز.
ومنها: تنكير السورة؛ لإرادة العموم والشمول.
ومنها: الجملة الاعتراضية في قوله: ﴿وَلَنْ تَفْعَلُوا﴾؛ لبيان التحدي في الماضي والمستقبل، وبيان العجز التام في جميع العصور
والأزمان، ومن أمثلة الاعتراض، قول عوف بن محلّم الخزاعيّ:

إنّ الثمانين قد بلّغتها قد أحوجت سمعي إلى ترجمان
فقوله وبلغتها: اعتراض بين اسم إن وخبرها، وفائدتها: الدعاء للمخاطب، بأن يمتد عمره إلى الثمانين، مع التنصل عن مسؤولية عدم السمع؛ بسبب كبر السن ووقر السمع.
ومنها: إيجاز القصر في قوله: ﴿فَاتَّقُوا النَّارَ﴾ والإيجاز: هو جمع المعاني الكثيرة تحت اللفظ القليل، مع الإبانة والإفصاح؛ لأن المعنى: فإن عجزتم عن الإتيان بما ذكر في الحال، والمستقبل، والماضي، فخافوا نار جهنم بتصديقكم بالقرآن.
ومنها: المجاز المرسل في قوله: ﴿تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ﴾ والعلاقة المحلية، هذا إذا كان النهر مجرى الماء، كما قال بعض علماء اللغة، أما إذا كان بمعنى الماء في المجرى، فلا مجاز فيه.
ومنها: التشبيه البليغ في قوله: ﴿هذَا الَّذِي رُزِقْنا مِنْ قَبْلُ﴾ وسمي بليغا؛ لأنّ أداة التشبيه فيه محذوفة، فساوى طرفا التشبيه في المرتبة.
ومنها: وصف الأزواج بمطهرة في قوله: ﴿وَلَهُمْ فِيها أَزْواجٌ مُطَهَّرَةٌ﴾ ولم يقل: طاهرة أو متطهرة؛ للإشعار بأنّ لهن مطهّرا طهرهن، وما هو إلا الله سبحانه وتعالى.
ومنها: المجاز المرسل في قوله: ﴿إِنَّ اللَّهَ لا يَسْتَحْيِي﴾ من باب إطلاق الملزوم وإرادة اللازم. المعنى: إن الله لا يترك أن يبين مثلا، فعبّر بالحياء عن الترك؛ لأنّ الترك من ثمرات الحياء، ومن استحيا من فعل شيء تركه، كما أفاده الزمخشري.


الصفحة التالية
Icon