من ظهورها اشتغال المحل بحركة المناسبة؛ لأن ما قبل الياء لا يكون إلا مكسورا، والياء ضمير المتكلم في محل النصب اسمها ﴿جاعِلٌ﴾ خبرها، وجملة إن في محل النصب مقول قال: ﴿فِي الْأَرْضِ﴾ متعلق بجاعل إن كان بمعنى خالق، أو في محل المفعول الثاني إن كان من الجعل بمعنى التصيير ﴿خَلِيفَةً﴾ مفعول به لجاعل؛ لأنه اسم فاعل ﴿قالُوا﴾ فعل وفاعل، والجملة مستأنفة ﴿أَتَجْعَلُ﴾ الهمزة للاستفهام التعجبيّ المجرد، كأنهم يطلبون استكناه ما خفي عليهم من الحكمة الباهرة ﴿تجعل﴾ فعل مضارع وفاعل مستتر يعود على الله، تقديره: أنت، والجملة في محل النصب مقول قالوا ﴿فِيها﴾ جار ومجرور متعلق بتجعل إن كان بمعنى تخلق، أو في موضع المفعول الثاني المقدم على الأول، إن كان بمعنى تصيّر ﴿مَنْ﴾ اسم موصول في محل النصب مفعول به أول لتجعل ﴿يُفْسِدُ﴾ فعل مضارع وفاعل مستتر يعود على من الموصولة، والجملة الفعلية صلة الموصول؛ والتقدير: أتجعل من يفسد خليفة فيها، كمن كان فيها من قبل، كما ذكره العكبري ﴿وَيَسْفِكُ الدِّماءَ﴾ فعل مضارع ومفعول به، وفاعله ضمير مستتر يعود على من الموصولة، والجملة معطوفة على جملة يفسد على كونها صلة لمن.
﴿وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ قالَ إِنِّي أَعْلَمُ ما لا تَعْلَمُونَ﴾.
﴿وَنَحْنُ﴾ الواو حالية نَحْنُ ضمير منفصل لجماعة المتكلمين في محل الرفع مبتدأ ﴿نُسَبِّحُ﴾ فعل مضارع وفاعل مستتر وجوبا، تقديره: نحن، والجملة الفعلية في محل الرفع خبر المبتدأ ﴿بِحَمْدِكَ﴾ جار ومجرور ومضاف إليه متعلق بمحذوف حال من فاعل نسبح، والتقدير: ونحن مسبحون إياك ملتبسين بحمدك، والجملة الإسمية حال من مفعول فعل محذوف، تقديره: وتركتنا عن الخلافة حالة كوننا مسبحين إياك بحمدك ﴿وَنُقَدِّسُ﴾ فعل مضارع وفاعل مستتر معطوف على نسبح ﴿لَكَ﴾ جار ومجرور متعلق بنقدس، ويجوز أن تكون زائدة زيدت؛ لبيان المفعول به؛ أي: ونقدسك كاللام في سقيا لك. قال العكبري: ويجوز أن تكون اللام زائدة؛ لتأكيد التخصيص؛ أي: نقدسك. وقال الصاوي: ويحتمل أنها للتعدية والتعليل؛ أي: ننزهك لا طمعا في عاجل ولا آجل، فتنزيهنا لذاتك فقط. اه.