صفة لها، والعائد أو الرابط محذوف تقديره: ما رزقناكموه، وجملة ﴿كُلُوا﴾ مقول لقول محذوف معطوف على ﴿أَنْزَلْنا﴾ تقديره: وأنزلنا عليهم المن والسلوى وقلنا لهم كلوا من طيبات ما رزقناكم، ﴿وَما ظَلَمُونا﴾: فعل وفاعل ومفعول، والجملة معطوفة على محذوف تقديره: فظلموا وكفروا بتلك النعم، ﴿وَلكِنْ﴾ الواو: عاطفة، ﴿لكِنْ﴾: حرف استدراك ﴿كانُوا﴾: فعل ناقص واسمه ﴿أَنْفُسَهُمْ﴾: مفعول به لـ ﴿يَظْلِمُونَ﴾، وجملة ﴿يَظْلِمُونَ﴾: في محل النصب خبر كان، وجملة كان من اسمها وخبرها جملة استدراكية معطوفة على الجملة التي قبلها.
التصريف ومفردات اللغة
﴿وَلَمَّا سَكَتَ عَنْ مُوسَى الْغَضَبُ﴾ السكوت (١) في اللغة: ترك الكلام، نسب إلى الغضب على تصويره بصورة شخص ذي قوة ورياسة، يأمر وينهى، فيطاع.
قال في «الكشاف»: هذا مثل كأن الغضب كان يغريه على ما فعل، ويقول له: قل لقومك كذا، وألق الألواح، وجر برأس أخيك إليك، فترك النطق بذلك وقطع الإغراء. اه.
﴿وَفِي نُسْخَتِها﴾؛ أي: فيما نسخ وكتب منها، من النسخ كالخطبة من الخطاب، فهي فعلة بمعنى مفعول؛ أي: منسوخها؛ أي: مكتوبها، فالنسخ يطلق على الكتابة كما يطلق على النقل والتغيير والإضافة على معنى في؛ أي: المنسوخ والمكتوب فيها. وفي «الخازن» ﴿وَفِي نُسْخَتِها﴾ النسخ عبارة عن النقل والتحويل، فإذا نسخت كتابا من كتاب حرفا بحرف.. فقد نسخت هذا الكتاب، فهو نقلك ما في الأصل إلى الفرع، فعلى هذا قيل: أراد بها الألواح لأنها نسخت من اللوح المحفوظ، وقيل: أراد بها النسخة المكتتبة من الألواح التي أخذها موسى بعدما تكسرت. انتهى.
﴿هُدىً﴾، أي: بيان للحق ﴿وَرَحْمَةٌ﴾ بالإرشاد إلى ما فيه الخير والإصلاح

(١) المراغي.


الصفحة التالية
Icon