إليها النفوس، ومنه قول الشاعر:
من يفعل الخير لا يعدم جوازيه | لا يذهب العرف بين الله والنّاس |
وقال بعضهم (٢): أول هذه الآية وآخرها منسوخ، ووسطها محكم، يريد بنسخ أولها أخذ الفضل من الأموال، فنسخ بفرض الزكاة، والأمر بالمعروف محكم، والإعراض عن الجاهلين منسوخ بآية القتال، وفي هذه الآية تعليم مكارم الأخلاق للعباد، فليس هذا الأمر من خصوصياته صلى الله عليه وسلّم.
وحاصل معنى الآية: أن الله سبحانه وتعالى (٣) أمر نبيه في هذه الآية بثلاثة أشياء، هي أسس عامة للشريعة في الآداب النفسية والأحكام العملية:
١ - العفو: وهو السهل الذي لا كلفة فيه؛ أي: خذ ما عفا لك وسهل من أفعال الناس وأخلاقهم، وما أتى منهم وتسهل من غير كلفة، ولا تطلب منهم ما يشق عليهم حتى ينفروا، وهذا كما جاء في الحديث: «يسروا ولا تعسروا». وقال الشاعر:
خذ العفو منّي تستديمي مودّتي | ولا تنطقي في سورتي حين أغضب |
(١) الصاوي.
(٢) الخازن.
(٣) المراغي.
(٢) الخازن.
(٣) المراغي.