فاء الفصيحة؛ لأنّها أفصحت عن جواب شرط مقدر تقديره: إذا عرفت ظلمهم بها، وأردت التعجب من عاقبتهم.. فأقول لك ﴿انظر﴾: فعل أمر، وفاعله ضمير يعود على محمد، أو على أي مخاطب ﴿كَيْفَ﴾: اسم استفهام في محل النصب خبر ﴿كانَ﴾ مقدم عليه وجوبا لكونه مما يلزم الصدارة ﴿عاقِبَةُ﴾: اسم ﴿كانَ﴾، ﴿الْمُفْسِدِينَ﴾ مضاف إليه، وجملة ﴿كانَ﴾: جملة استفهامية في محل النصب على إسقاط حرف جر تقديره: فانظر إلى مآل عاقبة المفسدين. كما في «الفتوحات» وجملة ﴿انظر﴾ في محل النصب مقول لجواب إذا المقدرة، وجملة إذا المقدرة مستأنفة.
﴿وَقالَ مُوسى يا فِرْعَوْنُ إِنِّي رَسُولٌ مِنْ رَبِّ الْعالَمِينَ (١٠٤)﴾.
﴿وَقالَ مُوسى﴾: فعل وفاعل، والجملة معطوفة على جملة ﴿بَعَثْنا﴾ ﴿يا فِرْعَوْنُ إِنِّي رَسُولٌ﴾ إلى قوله: ﴿قالَ إِنْ كُنْتَ جِئْتَ﴾ مقول محكى لـ ﴿قالَ﴾ وإن شئت قلت: ﴿يا﴾: حرف نداء، ﴿فِرْعَوْنُ﴾: في محل النصب منادى مفرد العلم، وجملة النداء في محل النصب مقول ﴿قالَ﴾ ﴿إِنِّي﴾: ﴿إن﴾ حرف نصب، والياء اسمها ﴿رَسُولٌ﴾: خبرها ﴿مِنْ رَبِّ الْعالَمِينَ﴾: صفة لـ ﴿رَسُولٌ﴾، وجملة ﴿إن﴾ جواب النداء في محل النصب مقول ﴿قالَ﴾.
﴿حَقِيقٌ عَلى أَنْ لا أَقُولَ عَلَى اللَّهِ إِلَّا الْحَقَّ قَدْ جِئْتُكُمْ بِبَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ فَأَرْسِلْ مَعِيَ بَنِي إِسْرائِيلَ (١٠٥)﴾.
﴿حَقِيقٌ﴾: خبر مبتدأ محذوف تقديره: أنا حقيق ﴿عَلى﴾: حرف جر ﴿أَنْ﴾: حرف نصب ﴿لا﴾ نافية. ﴿أَقُولَ﴾ فعل مضارع منصوب ﴿أَنْ﴾ المصدرية، وفاعله ضمير المتكلم يعود على موسى، ﴿عَلَى اللَّهِ﴾: جار ومجرور، متعلق بـ ﴿أَقُولَ﴾ ﴿إِلَّا﴾: أداة استثناء مفرغ ﴿الْحَقَّ﴾: مفعول به لـ ﴿أَقُولَ﴾ لأنّه بمعنى: أذكر أو صفة لمصدر محذوف؛ أي: إلا القول الحق، وجملة ﴿أَنْ﴾ المصدرية في تأويل مصدر مجرور بـ ﴿عَلى﴾ تقديره: على عدم قولي إلا الحق، والجار والمجرور متعلق بـ ﴿حَقِيقٌ﴾ ولكن ﴿عَلى﴾ بمعنى الباء؛ أي: حقيق بعدم قولي إلا الحق، هذا على قراءة الجمهور، وقرأ نافع: ﴿حَقِيقٌ عَلى أَنْ لا أَقُولَ﴾