﴿تُرِيدُونَ عَرَضَ الدُّنْيَا﴾: والعرض: ما يعرض ولا يدوم، سمي به حطام الدنيا؛ لأنَّه حدث قليل اللبث.
﴿لَوْلَا كِتَابٌ مِنَ اللَّهِ﴾: اختلف (١) المفسرون في هذا الكتاب الذي سبق، ما هو؟ على أقوال:
الأول: ما سبق في علم الله من أنَّه لهذه الأمة الغنائم بعد أن كانت محرَّمة على سائر الأمم.
والثاني: أنَّه مغفرة الله لأهل بدر ما تقدم من ذنوبهم وما تأخَّر، كما في الحديث الصحيح: "إن الله اطلع على أهل بدر، فقال: اعملوا ما شئتم، قد غفرت لكم".
القول الثالث: هو أنَّه لا يعذبهم ورسول الله - ﷺ - فيهم، كما قال سبحانه: ﴿وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنْتَ فِيهِمْ﴾.
القول الرابع: أنَّه لا يعذِّب أحدًا بذنب فعله جاهلًا؛ لكونه ذنبًا.
القول الخامس: أنَّه ما قضاه الله من محو الصغائر باجتناب الكبائر.
القول السادس: أنَّه لا يعذب أحدًا إلا بعد تأكيد الحجة وتقديم النهي، ولم يتقدم نهي عن ذلك، وذهب ابن جرير الطبري إلى أنَّ هذه المعاني كلَّها داخلة تحت اللفظ، وأنَّه يعمها.
﴿لَمَسَّكُمْ﴾، أي: لأصابكم ولحلَّ بكم ﴿فِيمَا أَخَذْتُمْ﴾؛ أي: بسبب ما أخذتم من الفداء، أو لأجل ما أخذتم. ﴿فِي قُلُوبِكُمْ خَيْرًا﴾؛ أي: حسن إيمان، وصلاح نيةٍ وخلوص طوية ﴿يُؤْتِكُمْ خَيْرًا﴾؛ أي: يعوضكم في هذه الدنيا رزقًا خيرًا منه، وأنفع لكم في الدنيا، أو ثوابًا في الآخرة.
﴿وَإِنْ يُرِيدُوا خِيَانَتَكَ﴾؛ أي: مخادعتك، والخيانة: مصدر خان يخون، وأصل يائه الواو، فقلبت ياءً؛ لانكسار ما قبلها، ووقوع الألف بعدها.

(١) الشوكاني.


الصفحة التالية
Icon