المؤمنين بعضهم مع بعض، والكافرين بعضهم مع بعض، وأحوال المؤمنين الصادقين، والكفار والمذبذبين من المنافقين ومرضى القلوب، فما بدىء به في الأنفال.. تيمم به في براءة، وهاك أمثلةً لذلك:
١ - تفصيل الكلام في قتال المشركين وأهل الكتاب.
٢ - ذكر في الأنفال صدَّ المشركين عن المسجد الحرام، وأنَّهم ليسوا بأوليائه، وجاء في براءة: ﴿مَا كَانَ لِلْمُشْرِكِينَ أَنْ يَعْمُرُوا مَسَاجِدَ اللَّهِ...﴾ إلى آخر الآيات.
٣ - ذكرت العهود في سورة الأنفال، وافتتحت سورة التوبة بتفصيل الكلام فيها.
٤ - ذكر في سورة الأنفال الترغيب في إنفاق المال في سبيل الله، وجاء ذلك بأبلغ وجه في براءة.
٥ - جاء في سورة الأنفال ذكر المنافقين والذين في قلوبهم مرض، وفصل ذلك في براءة أتم تفصيل.
قوله تعالى: ﴿فَإِذَا انْسَلَخَ الْأَشْهُرُ الْحُرُمُ...﴾ الآية، مناسبة هذه الآية لما قبلها (١): أنَّ الله سبحانه وتعالى لما ذكر الأذان العام بالبراءة من عهود المشركين وسائر خرافاتهم وضلالاتهم على الوجه الذي سبق تفصيله.. أردف ذلك بذكر ما يجب أن يفعله المسلمون معهم حين انقضاء الأجل المضروب لهم، والأمان الذي أعطي لهم للضرب في الأرض.
قوله تعالى: ﴿كَيْفَ يَكُونُ لِلْمُشْرِكِينَ عَهْدٌ عِنْدَ اللَّهِ وَعِنْدَ رَسُولِهِ...﴾ الآية، مناسبة هذه الآية لما قبلها: أنَّ الله سبحانه وتعالى لمَّا ذكر براءة الله ورسوله من المشركين وإمهالهم أربعة أشهر يسيحون في الأرض أحرارًا، ثم ذكر

(١) المراغي.


الصفحة التالية
Icon