﴿أن﴾ في تأويل مصدر مجرور بالباء، تقديره: سبب عدم علمهم، الجار والمجرور متعلق بمحذوف خبر المبتدأ، تقديره: ذلك كائن بسبب عدم علمهم كلام الله تعالى ودينه والجملة الاسمية مستأنفة.
﴿كَيْفَ يَكُونُ لِلْمُشْرِكِينَ عَهْدٌ عِنْدَ اللَّهِ وَعِنْدَ رَسُولِهِ إِلَّا الَّذِينَ عَاهَدْتُمْ عِنْدَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ فَمَا اسْتَقَامُوا لَكُمْ فَاسْتَقِيمُوا لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَّقِينَ (٧)﴾.
﴿كَيْفَ﴾: اسم استفهام، للاستفهام التعجبي، في محل النصب خبر ﴿يَكُونُ﴾ مقدم عليه وجوبًا للزومه الصدارة ﴿يَكُونُ﴾ فعل مضارع ناقص ﴿لِلْمُشْرِكِينَ﴾ متعلق بـ ﴿يَكُونُ﴾ ﴿عَهْدٌ﴾: اسم ﴿يَكُونُ﴾ ﴿عِنْدَ اللَّهِ﴾: ظرف ومضاف إليه، متعلق بمحذوف صفة لـ ﴿عَهْدٌ﴾؛ أي: عهد كائن عند الله، أو متعلق بـ ﴿يَكُونُ﴾ ﴿وَعِنْدَ رَسُولِهِ﴾: معطوف على ﴿عِنْدَ اللَّهِ﴾ وجملة ﴿يَكُونُ﴾ مستأنفة وقال أبو (١) البقاء: قوله تعالى: ﴿كَيْفَ يَكُونُ﴾ اسم يكون ﴿عَهْدٌ﴾ وفي الخبر ثلاثة أوجه:
أحدها: أنه كيف وقدم للاستفهام وهو مثل قوله: ﴿كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ مَكْرِهِمْ﴾.
والثاني: أنه للمشركين، و ﴿عنده﴾ على هذين: ظرف للعهد، أو لـ ﴿يَكُونُ﴾ أو للجار أو هي وصف الـ ﴿عَهْدٌ﴾.
والثالث: الخبر عند الله وللمشركين تبين، أو متعلق بـ ﴿يَكُونُ﴾ و ﴿كَيْفَ﴾ حال من الـ ﴿عَهْدٌ﴾ انتهى. ﴿إِلَّا﴾: أداة استثناء ﴿الَّذِينَ﴾ في محل النصب على الاستثناء ﴿عَاهَدْتُمْ﴾ فعل وفاعل ﴿عِنْدَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ﴾ ظرف متعلق به، والجملة الفعلية صلة الموصول، والعائد محذوف، تقديره: إلا الذين عاهدتموهم ﴿فَمَا﴾ ﴿الفاء﴾ فصيحة؛ لأنها أفصحت عن جواب شرط مقدر، تقديره: إذا عرفتم الاستثناء المذكور، وأردتم بيان حكمهم.. فأقول لكم ﴿ما﴾ اسم شرط جازم في محل الرفع مبتدأ والخبر جملة الشرط، أو الجواب أو هما

(١) العكبري.


الصفحة التالية
Icon