يقال: رقب الشيء إذا رعاه وحاذره؛ لأن الخائف يرقب العقاب ويتوقعه، ومنه: فلان لا يرقب الله في أموره؛ أي: لا ينظر إلى عقابه ﴿فِيكُمْ إِلًّا﴾ والإلُّ القرابة، قال ابن مُقْبل:

أَفْسَدَ النَّاسَ خُلُوْفٌ خَلَفُوْا قَطَّعُوْا الإلَّ وَأَعْرَاقَ الرَّحِمْ
وفي "السمين" (١) قوله: ﴿إِلًّا﴾ مفعولٌ به لـ ﴿يَرْقُبُوا﴾. وفي الإلِّ أقوال لأهل اللغة:
أحدها: أن المراد به العهد، قاله أبو عبيدة وابن زيد والسدّي.
الثاني: أن المراد به القرابة، وبه قال الفراء.
الثالث: أن المراد به الله تعالى؛ أي: هو اسمٌ من أسمائه.
الرابع: أنَّ الإلَّ الجؤار، وهو رفع الصوت عند التحالف، وذلك أنهم كانوا إذا تحالفوا.. جأروا بذلك جؤارًا.
الخامس: أنه من ألَّ البرق إذا لمع، ويجمع الإلُّ في القلَّة على أُلِّ، والأصل أألُلٌ، بزنة أفلس، فأبدلت الهمزة الثانية ألفًا، لكونها بعد أخرى مفتوحة، وأدغمت اللام في اللام، وفي الكثرة على إلالٍ، كذئب وذئاب، والأل بالفتح: قيل: شدة القنوط، قال الهروي: في الحديث: "عجب ربكم من ألكم وقنوطكم" اهـ. وفي "القاموس": الإلُّ بالكسر: العهد والحلف وموضعٌ والجؤار والقربة والمعدن والحقد والعداوة والربوبية، واسم الله تعالى وكل اسم آخره إل أو إيل فمضاف إلى الله تعالى، والرخاء والأمان والجزع عند المصيبة، ومنه ما روي: "عجب ربكم من إلكم" فيمن رواه بالكسر ورواية الفتح أكثر اهـ.
﴿وَلَا ذِمَّةً﴾ والذمة والذمام: العهد الذي يلزم من ضيعه الذم، ونقض العهد عندهم من العار، فيكون مما كرر لاختلاف لفظه، إذا قلنا إن الإلَّ العهد أيضًا، فهو كقوله تعالى: ﴿أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ﴾ وقيل: الذمة (٢) الضمان، يقال: هو في ذمتي، أي: في ضماني وبه يسمي أهل الذمة، لدخولهم
(١) الفتوحات.
(٢) الفتوحات.


الصفحة التالية
Icon