ومجرور خبر مقدم ﴿مَنْ﴾ اسم موصول في محل الرفع مبتدأ مؤخر، والجملة مستأنفة، أو معطوفة ﴿عَاهَدَ اللَّهَ﴾ فعل ومفعول، وفاعله ضمير يعود على ﴿مَنْ﴾ والجملة صلة الموصول، وفيه معنى القسم؛ لأنه بمعنى أقسم بالله. وقال في قسمه ﴿لَئِنْ﴾: و ﴿اللام﴾ موطئة للقسم ﴿إن﴾ حرف شرط ﴿آتَانَا﴾: فعل ومفعول أول في محل الجزم بـ ﴿إن﴾ على كونه فعل شرط لها، والمفعول الثاني محذوف، تقديره: مالًا ﴿مِنْ فَضْلِهِ﴾: متعلق به وفاعله ضمير يعود على ﴿اللَّهَ﴾ وجواب ﴿إن﴾ الشرطية، محذوف لدلالة جواب القسم عليه تقديره: إن آتانا من فضله، نتصدق، ونكون من الصالحين، وجملة ﴿إن﴾ الشرطية في محل النصب، مقول لـ ﴿قال﴾ المقدر، كما مر آنفًا ﴿لَنَصَّدَّقَنَّ﴾ ﴿اللام﴾ موطئة للقسم، وكررت لتدل على أنَّ ما بعدها جواب القسم، لا جواب الشرط ﴿نَصَّدَّقَنَّ﴾: فعل مضارع في محل الرفع لتجرده عن الناصب والجازم، مبني على الفتح، لاتصاله بنون التوكيد، وفاعله ضمير يعود على ﴿المنافقين﴾ والجملة جواب القسم. لا جواب الشرط، وقد اجتمع هنا قسم وشرط، فالمذكور وهو قوله: لنصدقن... إلخ، جواب القسم وجواب الشرط محذوف كما قدرناه آنفًا على حد قول ابن مالك:
وَاحْذِفْ لَدَى اجْتِمَاعِ شَرْطٍ وَقَسَمْ | جَوَابَ مَا أَخَّرْتَ فَهْوَ مُلْتَزَم |
﴿فَلَمَّا آتَاهُمْ مِنْ فَضْلِهِ بَخِلُوا بِهِ وَتَوَلَّوْا وَهُمْ مُعْرِضُونَ﴾.
﴿فَلَمَّا﴾ ﴿الفاء﴾ فاء الفصيحة؛ لأنها أفصحت عن جواب شرط مقدر، تقديره: إذا عرفت قسمهم هذا، وأردت بيان عاقبته.. فأقول لك ﴿لما﴾: حرف