تعليلية ﴿إنَّ﴾ حرف نصب. ﴿اللَّهَ﴾: اسمها، ﴿عَزِيزٌ﴾: خبر أول لها. ﴿حَكِيمٌ﴾: خبر ثان، وجملة ﴿إنّ﴾ في محل الجر بلام التعليل المقدرة، المدلول عليها بالفاء التعليلية المتعلقة بالجواب المحذوف، تقديره: ومن يتوكل على الله يغلب أعداءه؛ لكون الله عزيزًا حكيمًا.
التصريف ومفردات اللغة
﴿وَاعْلَمُوا أَنَّمَا غَنِمْتُمْ﴾: الغُنم (١) والمغنم والغنيمة لغةً: ما يناله الإنسان ويظفر به بلا مقابل مادي، وقولهم: الغرم بالغنم؛ أي: يقابل به. وشرعًا: ما حصل للمسلمين من الكفار الحربيين بإيجاف خيلٍ، أو ركاب. والفيء: كل ما صار إلى المسلمين من أموال أهل الشرك، بعد أن تضع الحرب أوزارها، وتصير الدار دار الإِسلام، وهو لكافة المسلمين، وليس فيه الخمس. والنفل: ما يحصل للإنسان من الغنيمة قبل قسمتها. والسلب: ما احتوت عليه يد القتيل من ثياب وسلاح ومركوب يستحقه القاتل.
﴿بِالْعُدْوَةِ الدُّنْيَا وَهُمْ بِالْعُدْوَةِ الْقُصْوَى﴾ والعدوة (٢) - بضم العين وكسرها - وقرىء بفتحها، لغات كلها بمعنى واحد، وهو: شط الوادي وشفيره، سميت بذلك؛ لأنها عدت ما في الوادي من ماء ونحوه أن يتجاوزها؛ أي: منعته. وفي "المختار": العدوة - بضم العين وكسرها - جانب الوادي وحافته. وقال أبو عمرو: هي المكان المرتفع اهـ. وفي "البحر": العدوة: شط الوادي، وتسمَّى شفيرًا وضفة، سميت بذلك؛ لأنَّها عدت ما في الوادي من ماء أن يتجاوزه؛ أي: منعته.
وقال الشاعر:

عَدَتْنِي عَنْ زِيَارَتِهَا الْعَوَادِيْ وَقَالَتْ دُوْنهَا حَرْبٌ زَبُوْنُ
ويسمى الفضاء المساير للوادي عدوةً؛ للمجاورة اهـ.
(١) المراغي.
(٢) الفتوحات.


الصفحة التالية
Icon