جبير عن ابن عباس قال: لما أسلم مع النبي - ﷺ - تسعة وثلاثون رجلًا وامرأةٌ، ثم إن عمر أسلم فكانوا أربعين.. نزل ﴿يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ حَسْبُكَ اللَّهُ وَمَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ (٦٤)﴾ الآية.
وأخرج ابن أبي حاتم بسند صحيح عن سعيد بن جبير قال: لما أسلم مع النبي - ﷺ - ثلاثة وثلاثون رجلًا وست نسوة، ثم أسلم عمر.. نزلت ﴿يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ حَسْبُكَ اللَّهُ﴾ الآية. وأخرج أبو الشيخ عن سعيد بن المسيب قال: لمَّا أسلم عمر... أنزل الله في إسلامه: ﴿يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ حَسْبُكَ اللَّهُ﴾.
قوله تعالى: ﴿إِنْ يَكُنْ مِنْكُمْ عِشْرُونَ صَابِرُونَ...﴾ الآية، سبب نزولها: ما أخرجه إسحاق بن راهويه في مسنده عن ابن عباس قال: لما افترض الله عليهم أن يقاتل الواحد عشرةً.. ثقل ذلك عليهم وشق، فوضع الله عنهم إلى أن يقاتل الواحد الرجلين، فأنزل الله فيه ﴿إِنْ يَكُنْ مِنْكُمْ عِشْرُونَ صَابِرُونَ يَغْلِبُوا مِائَتَيْنِ﴾ إلى آخر الآية.
وأخرج البخاري (١) قال: حدثنا يحيى بن عبد الله السلمي أخبرنا عبد الله بن المبارك، أخبرنا جرير بن حازم قال: أخبرني الزبير بن الخريت عن عكرمة، عن ابن عباس رضي الله عنهما: لما نزلت ﴿إِنْ يَكُنْ مِنْكُمْ عِشْرُونَ صَابِرُونَ يَغْلِبُوا مِائَتَيْنِ﴾.. شقَّ ذلك على المسلمين حين فرض أن لا يفرَّ واحدٌ من عشرة، فجاء التخفيف فقال: ﴿الْآنَ خَفَّفَ اللَّهُ عَنْكُمْ وَعَلِمَ أَنَّ فِيكُمْ ضَعْفًا فَإِنْ يَكُنْ مِنْكُمْ مِائَةٌ صَابِرَةٌ يَغْلِبُوا مِائَتَيْنِ﴾.
التفسير وأوجه القراءة
٥٠ - ﴿وَلَوْ تَرَى إِذْ يَتَوَفَّى الَّذِينَ كَفَرُوا الْمَلَائِكَةُ﴾؛ أي: ولو رأيت يا محمَّد، أو أيها المخاطب، وعاينت وشاهدت إذ تقبض الملائكة أرواح الذين كفروا عند الموت ويأخذونها، يعني: الذين قتلوا ببدر، أو مطلقًا حالة كون الملائكة ﴿يَضْرِبُونَ وُجُوهَهُمْ وَأَدْبَارَهُمْ﴾؛ أي: تضرب الملائكة وجوه الذين كفروا وظهورهم