وقرأ ابن عامر ويزيد وحمزة وحفص (١): ﴿يَحْسَبَنَّ﴾ - بالياء التحتية - وقرأ الباقون: ﴿تحسبن﴾ - بالمثناة فوق - كما مرَّ آنفًا، فعلى القراءة الأولى: يكون ﴿الَّذِينَ كَفَرُوا﴾ فاعل الحسبان، ويكون مفعوله الأول محذوفًا؛ أي: لا يحسبن الذين كفروا أنفسهم، ومفعوله الثاني: ﴿سَبَقُوا﴾، ومعناه: فاتوا وأفلتوا من أن يظفر بهم، وعلى القراءة الثانية: يكون الخطاب لرسول الله - ﷺ -، ومفعوله الأول ﴿الَّذِينَ كَفَرُوا﴾، والثاني ﴿سَبَقُوا﴾، وقرىء: ﴿إنَّهم سبقوا﴾ وقرىء: ﴿يِحْسَبَنَّ﴾ بكسر الياء.
وقرأ الأعمش (٢): ﴿ولا يحسب﴾ - بفتح الياء من تحت والسين، وحذف النون - وينبغي أن يخرَّج على حذف النون الخفيفة؛ لملاقاة الساكن، فيكون كقوله:
لاَ تُهِينَ الْفَقِيْرَ عَلَّكَ أَنْ... تَرْكَعَ يَوْمًا وَالدَّهْرُ قَدْ رَفَعَهْ
وقرأ ابن عامر: ﴿إِنَّهُمْ لَا يَعْجِزُونَ﴾ - بفتح الهمزة - والباقون بكسرها، وكلا القراءتين مفيدة؛ لكون الجملة تعليلية. وقرأ ابن محيصن: ﴿لَا يُعْجِزُونِي﴾ - بكسر النون، وياء بعدها -. وقال الزجاج: الاختيار فتح النون، ويجوز كسرها على أنَّ المعنى: إنهم لا يعجزونني، وتحذف النون الأولى؛ لاجتماع النونين. وقرأ طلحة: بكسر النون من غير تشديد ولا ياءٍ. وعن ابن محيصن: تشديد النون وكسرها، أدغم نون الإعراب في نون الوقاية، وعنه أيضًا؛ بفتح النون وتشديد الجيم وكسر النون. قال النحاس: وهذا خطأ من وجهين: أحدهما: أنَّ معنى عجزه: ضعفه وضعف أمره، والآخر: أنَّه كان يجب أن يكون بنونين اهـ. وقرأ الحسن وأبو حيوة وعمرو بن دينار: ﴿وَمِنْ رُبُط الْخَيْلِ﴾ - بضم الراء والباء - وعن أبي حيوة والحسن أيضًا. ﴿رُبْط﴾ - بضم الراء وسكون الباء - وذلك نحو كتاب وكتب وكتب. وقرأ الحسن ويعقوب وابن عقيل لأبي عمرو: ﴿تُرْهِبُونَ﴾ مشددًا عدي بالتضعيف كما عدي بالهمزة، قال أبو حاتم: وزعم عمرو أنَّ الحسن
(٢) البحر المحيط.