ثانٍ لاسم الإشارة، والجملة مستأنفة مسوقة لتأكيد قوله: ﴿إِنَّ رَبَّكُمُ اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ﴾ ﴿فَاعْبُدُوهُ﴾ الفاء: فاء الفصيحة؛ لأنها أفصحت عن جواب شرط مقدر، تقديره؛ إذا عرفتم أيها العباد ذلكم الله ربكم وأردتم بيان ما هو الواجب عليكم: فأقول لكم ﴿اعبدوه﴾ ﴿اعبدوه﴾: فعل وفاعل ومفعول، والجملة في محل النصب مقول، لجواب إذا المقدرة، وجملة إذا المقدرة مستأنفة ﴿أَفَلَا﴾: الهمزة: للاستفهام التوبيخي، المضمن للإنكار داخلة على محذوف. والفاء عاطفة على ذلك المحذوف. ﴿لَا﴾: نافية، ﴿تَذَكَّرُونَ﴾ فعل وفاعل، والجملة معطوفة على ذلك المحذوف، تقديره: أتجهلون هذا الحق الواضح فلا تذكرون، والجملة المحذوفة مستأنفة.
﴿إِلَيْهِ مَرْجِعُكُمْ جَمِيعًا وَعْدَ اللَّهِ حَقًّا إِنَّهُ يَبْدَأُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ لِيَجْزِيَ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ بِالْقِسْطِ﴾.
﴿إِلَيْهِ﴾: جار ومجرور، خبر مقدم ﴿مَرْجِعُكُمْ﴾: مبتدأ مؤخر، ومضاف إليه ﴿جَمِيعًا﴾: حال من ضمير، المخاطبين، والجملة مستأنفة. ﴿وَعْدَ اللَّهِ﴾: منصوب على المصدرية، بفعل محذوف، تقديره: وعدكم بالرجوع إليه وعدًا، والجملة مستأنفة، مسوقة لتأكيد ما قبلها. ﴿حَقًّا﴾: منصوب أيضًا على المصدرية، بفعل محذوف، تقديره، حق ذلك الوعد حقًّا، والجملة مؤكدة لـ ﴿وَعْدَ اللَّهِ﴾ وفي "الفتوحات" قوله: ﴿وَعْدَ اللَّهِ حَقًّا﴾ مصدران منصوبان بفعلهما المقدر؛ أي: وعدكم بالرجوع إليه وعدا، وحق ذلك الوعد حقًّا، لكن الأول مؤكد لنفسه؛ لأن قوله: إليه مرجعكم جميعًا، صريح في الوعد لا يحتمل غيره، والثاني مؤكد لغيره، فإن الوعد يحتمل الحق وغيره، اهـ "بيضاوي"، وفي "زاده" المصدر إذا أكد مضمون جملة تدل على معناه، فإن كان نصًّا فيه لا تحتمل غيره.. فهو مؤكد لنفسه، كما هنا فإن إليه مرجعكم لا يحتمل غير الوعد، وإن احتملته وغيره كان مؤكدًا لغيره، مثل ﴿حَقًّا﴾ فإن الوعد يحتمل الحقية والتخلف، والعامل فيهما محذوف اهـ ﴿إِنَّهُ﴾: ناصب واسمه. ﴿يَبْدَأُ الْخَلْقَ﴾، فعل ومفعول، وفاعله ضمير يعود على الله، والجملة الفعلية في محل الرفع، خبر ﴿إِنّ﴾ وجملة ﴿إِنَّ﴾