فصل في ذكر الأحاديث الواردة في عمر النبي - ﷺ -
وعن ابن عباس رضي الله عنه قال: أنزل على رسول الله - ﷺ -، وهو ابن أربعين سنة، فمكث ثلاث عشرة سنة يوحى إليه، ثم أمر بالهجرة، فهاجر إلى المدينة، فمكث بها عشر سنين، ثم توفي، - ﷺ -. متفق عليه. وفي رواية، أن رسول الله، - ﷺ -، أقام بمكة ثلاث عشرة سنة، يوحى إليه، وتوفي وهو وابن ثلاث وستين سنة. وفي رواية أن النبي - ﷺ - أقام بمكة خمس عشرة سنة، يسمع الصوت ويرى الضوء سبع سنين، ولا يرى شيئًا، وثمان سنين يوحى إليه، وأقام بالمدينة عشرًا وتوفي وهو ابن خمس وستين سنة. أخرجاه في "الصحيحين".
وعن عائشة رضي الله عنها قالت: توفي رسول الله، - ﷺ - وهو ابن ثلاث وستين سنة. متفق عليه. وعن أنس رضي الله عنه قال: قبض رسول الله - ﷺ -، وهو ابن ثلاث وستين سنة، وأبو بكر وهو ابن ثلاث وستين سنة، وعمر وهو ابن ثلاث وستين سنة. أخرجه مسلم. وعن ربيعة بن أبي عبد الرحمن رضي الله عنه قال: سمعت أنس بن مالك يصف رسول الله - ﷺ - يقول: كان ربعة من القوم، ليس بالطويل البائن ولا بالقصير، أزهر اللون، ليس بالأبيض الأمهق، ولا بالآدم، ليس بجعد قطط، ولا سبط رجل، أنزل عليه الوحي وهو ابن أربعين سنة، فلبث بمكة عشر سنين ينزل عليه الوحي، وبالمدينة عشرًا، وتوفاه الله على رأس ستين سنة، وليس في رأسه ولحيته عشرون شعرة بيضاء. متفق عليه.
وقال النووي رحمه الله: ورد في عمره - ﷺ - ثلاث روايات:
أحدها: أنه - ﷺ - توفي وهو ابن ستين سنة.
والثانية: خمس وستون سنة.
والثالثة: ثلاث وستون سنة، وهي أصحها وأشهرها، رواها مسلم، من حديث أنس وعائشة وابن عباس، واتفق العلماء، على أن أصحها رواية، ثلاث وستين، وحملوا الباقي عليها، فرواية ستين سنة اقتصر فيها على العقود، وترك الكسر، ورواية الخمس متأولة أيضًا، بأنها حصل فيها اشتباه.
قوله: يسمع الصوت، أي: صوت الهاتف من الملائكة، ويرى الضوء؛