الحديث، لما فيها من ذكر القيامة والبعث والحساب والجنة والنار، وما فعل بالأمم السابقة، والله أعلم بمراده - ﷺ -.
الناسخ والمنسوخ: وقال (١) أبو عبد الله محمَّد بن حزم رحمه الله في كتابه "الناسخ والمنسوخ": سورة هود فيها من المنسوخ ثلاث آيات:
أولاهن: قوله تعالى: ﴿مَنْ كَانَ يُرِيدُ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَزِينَتَهَا﴾ الآية (١٥) نسخت بقوله تعالى في سورة الإسراء: ﴿مَنْ كَانَ يُرِيدُ الْعَاجِلَةَ عَجَّلْنَا لَهُ فِيهَا مَا نَشَاءُ لِمَنْ نُرِيدُ﴾ الآية (١٨).
الآية الثانية: قوله تعالى: ﴿وَقُلْ لِلَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ اعْمَلُوا عَلَى مَكَانَتِكُمْ﴾ الآية (١٢١) نسخت بآية السيف.
الآية الثالثة: قوله تعالى: ﴿وَانْتَظِرُوا إِنَّا مُنْتَظِرُونَ (١٢٢)﴾ الآية (١٢٢) منسوخة بآية السيف أيضًا.
المناسبة: مناسبة هذه السورة لما قبلها (٢): أنها تضمنت ما تضمنته سورة يونس، من أصول الإِسلام، وهي التوحيد والنبوة والبعث والحساب والجزاء.
وفصل فيها ما أجمل في سابقتها، من قصص الرسل عليهم السلام، وهي مناسبة لها في فاتحتها وخاتمتها وتفصيل الدعوة في أثنائها، فقد افتتحتا بذكر القرآن بعد ﴿الر﴾ وذكر رسالة النبي، المبلغ عن ربه، وبيان أنَّ وظيفة الرسول إنما هي التبشير والإنذار، وفي أثنائهما ذكر التحدِّي بالقرآن والرد على الذين زعموا، أن الرسول، - ﷺ -، قد افتراه ومحاجة المشركين في أصول الدين، وختمتا بخطاب الناس بالدعوة إلى ما جاء به الرسول، - ﷺ -، ثم أمر الرسول، - ﷺ -، في الأولى بالصبر، حتى يحكم الله بينه وبين الكافرين، وفي الثانية بانتظار هذا الحكم منه تعالى، مع الاستقامة على عبادته والتوكل عليه. وعلى الجملة فقد أجمل في كل منهما، ما فصل في الأخرى، مع فوائد انفردت بها كل منهما، فقد

(١) كتاب الناسخ والمنسوخ.
(٢) المراغي.


الصفحة التالية
Icon