إلى قوله: ﴿وَأَنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي كَيْدَ الْخَائِنِينَ﴾ مقول محكي لـ ﴿قَالَ﴾، وإن شئت قلت: ﴿الْآنَ﴾ ظرف للزمان الحاضر في محل النصب على الظرفية، متعلق بـ ﴿حَصْحَصَ﴾. ﴿حَصْحَصَ الْحَقُّ﴾ فعل، وفاعل، والجملة في محل النصب مقول ﴿قَالَتِ﴾. ﴿أَنَا﴾ مبتدأ. ﴿رَاوَدْتُهُ﴾ فعل وفاعل ومفعول. ﴿عَنْ نَفْسِهِ﴾ متعلق به، والجملة الفعلية في محل الرفع خبر المبتدأ، والجملة الاسمية في محل النصب مقول ﴿قَالَتِ﴾. ﴿وَإِنَّهُ﴾ ﴿الواو﴾ عاطفة. ﴿إنه﴾ ناصب واسمه. ﴿لَمِنَ﴾ ﴿اللام﴾ حرف ابتداء. ﴿مِنَ الصَّادِقِينَ﴾ جار ومجرور خبر ﴿إن﴾ والجملة الاسمية في محل النصب معطوفة على الجملة الاسمية المذكورة قبلها. ﴿ذَلِكَ﴾ مبتدأ. ﴿لِيَعْلَمَ﴾ ﴿اللام﴾ حرف جر وتعليل. ﴿يعلم﴾ فعل مضارع منصوب بأن مضمرة جوازًا بعد لام كي، وفاعله ضمير يعود على يوسف على القول، بأنه من كلام زليخا، وهو الظاهر من السياق، أو يعود على العزيز إن قلنا: إنه من كلام يوسف، وفيه تكلف ظاهر كما مرت الإشارة إليه، في مبحث التفسير. والجملة الفعلية مع أن المضمرة في تأويل مصدر مجرور باللام، تقديره: لعلم يوسف أني لم أخنه بالغيب الجار والمجرور متعلق بمحذوف خبر المبتدأ، ذلك الاعتراف كائن مني لكي يعلم يوسف أني لم أخنه بالغيب. ﴿أَنِّي﴾ ناصب واسمه. ﴿لَمْ أَخُنْهُ﴾ جازم وفعل ومفعول، وفاعله ضمير يعود على زليخا، والجملة في محل الرفع خبر (أن) وجملة (أن) في تأويل مصدر ساد مسد مفعولي ﴿علم﴾ تقديره: ذلك ليعلم يوسف عدم خيانتي إياه في الغيب. ﴿بِالْغَيْبِ﴾ جار ومجرور إما حال من فاعل ﴿أَخُنْهُ﴾ تقديره: حَالَةَ كوني غَائِبًا عن عينيه أو من المفعول تقديره: حَالَةَ كونه غَائِبًا عن عيني، ويجوز أن تكون (الباء) ظرفية متعلقة بـ ﴿أَخُنْهُ﴾؛ أي: لم أخنه في مكان الغيب، ذكره "السمين". ﴿وَأَنَّ اللَّهَ﴾ ناصب واسمه. ﴿لَا يَهْدِي كَيْدَ الْخَائِنِينَ﴾ فعل ومفعول، ومضاف إليه، وفاعله ضمير يعود على الله، والجملة في محل الرفع خبر ﴿أن﴾، وجملة ﴿أن﴾ معطوفة على جملة ﴿أن﴾ المذكورة قبلها على كونها في تأويل مصدر ساد مسد مفعولي ﴿علم﴾ تقديره: ذلك الاعتراف ﴿لِيَعْلَمَ﴾ يوسف عدمَ خيانتي إياه، في الغيب، وعدم هداية الله تعالى كَيدَ الخائنين؛ أي: عَدَمَ إتمامه لهم مرادَهم من الكيد والمكر.


الصفحة التالية
Icon