أوجده وأبدعه.
﴿أَنْتَ وَلِيِّ﴾؛ أي: معيني ومتولي أمري ﴿تَوَفَّنِي مُسْلِمًا﴾؛ أي: اقبضني إليك مسلمًا.
﴿وَلَوْ حَرَصْتَ﴾ وفي "المصباح": حرص عليه حرصًا - من باب ضرب - إذا اجتهد، والاسم الحِرص - بكسر الحاء - وحرص على الدنيا من باب ضرب أيضًا، وحَرِص حرصًا - من باب تعب لغة -، إذا رغب رغبة مذمومة. اهـ.
﴿وَكَأَيِّنْ مِنْ آيَةٍ﴾ و ﴿كَأَيِّنْ﴾ هنا بمعنى كم الخبرية التي بمعنى عدد كثير وإن وردت للاستفهام، والآية هنا بمعنى الدليل الذي يرشد إلى وجود الصانع ووحدته، وكمال علمه وقدرته.
﴿يَمُرُّونَ عَلَيْهَا﴾؛ أي: يشاهدونها ولا يعبئون بها. ﴿مُعْرِضُونَ﴾؛ أي: لا يعتبرون بها. ﴿غَاشِيَةٌ﴾ والغاشية: العقوبة تغشاهم وتعمهم ﴿بَغْتَةً﴾ فجأة ﴿عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَا﴾ البصيرة: الحجة الواضحة، وقيل: هي المعرفة التي يميز بها بين الحق والباطل. اهـ. "خازن". ﴿وَظَنُّوا﴾ الظن هنا: إما بمعنى اليقين، وإما معنى الحسبان والتقدير. ﴿بَأْسُنَا﴾ والبأس العقاب.
﴿لَقَدْ كَانَ فِي قَصَصِهِمْ﴾ والقَصَص - بفتح القاف -: مصدر قَصَّ إذا تتبع الأثر والخبر، والمراد هنا المقصوص المحكي بدليل القراءة الشاذة: ﴿قِصصهم﴾ - بكسر القاف - كما في "الجمل".
﴿عِبْرَةٌ لِأُولِي الْأَلْبَابِ﴾ المراد بالعبرة: التأمل والتفكر. وفي "الخازن": معنى الاعتبار والعبرة: الحالة التي يتوصل بها الإنسان من معرفة المشاهد إلى ما ليس بمشاهد، والمراد منه التأمل والتفكر.
﴿لِأُولِي الْأَلْبَابِ﴾ والألباب: العقول واحدها لبّ، وسمي بذلك؛ لكونه خالص ما في الإنسان من قواه. وقال الشوكاني: والعبرة: الفكرة والبصيرة المخلصة من الجهل والحيرة، وقيل: هي نوع من الاعتبار، وهي العبور من الطريق المعلوم إلى الطريق المجهول، وأولوا الألباب: هم ذووا العقول السليمة


الصفحة التالية
Icon