﴿وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ﴾؛ أي: تسكن عن القلق والاضطراب وتخشع. ﴿بِذِكْرِ اللهِ﴾؛ أي: عند ذكر الله؛ أي: عند ذكر وعده بالخير والثواب، فالكلام على حذف مضاف كما قدرناه. وعبارة "الشهاب": ﴿وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ اللهِ﴾؛ أي: لا تضطرب للمكاره لأنسبها بالله واعتمادها عليه. اهـ. وفي "أبي السعود" وقيل: تطمئن قلوبهم بذكر رحمته ومغفرته بعد القلق والاضطراب من خشيته، أو بذكر دلائله الدالة على وحدانيته، أو بذكره تعالى أنسًا به وتبتلًا إليه. اهـ ﴿أَلَا بِذِكْرِ اللهِ﴾؛ أي: بذكره وحده دون غيره من الأمور التي تميل إليها النفوس من الدنيويات. اهـ. "أبو السعود".
﴿طُوبَى لَهُمْ﴾؛ أي: لهم العيش الطيب وقرة العين والغبطة والسرور، فهو مصدر من الطيب كبشرى ورجعى وزلفى، فالمصدر قد يجيء على وزن فعلى. وقولنا: من الطيب فيه دلالة على أنه يائي، وأصله طيبى، قلبت الياء واوًا لوقوعها ساكنة إثر ضمة، كما قلبت في موقن وموسر من اليقين واليسر. اهـ. "شيخنا".
﴿وَحُسْنُ مَآبٍ﴾، والمآب: المرجع والمنقلب.
﴿قَدْ خَلَتْ﴾؛ أي: مضت. ﴿مَتَابِ﴾؛ أي: توبتي ومرجعي. ﴿قُطِّعَتْ﴾؛ أي: شققت.
﴿يَيْأَسِ﴾؛ أي: يعلم، وهو لغة هوازن. وفي "المختار": واليأس: القنوط، وقد يئس من الشيء من باب فهم، وفيه لغة أخرى يئس ييئس - بالكسر فيهما -، وهو شاذ، ويئس أيضًا بمعنى علم في لغة النخع، ومنه قوله تعالى: ﴿أَفَلَمْ يَيْأَسِ الَّذِينَ آمَنُوا﴾. اهـ. وفيه أيضًا أيس من الأمر لغة في يئس، وبابهما فهم. اهـ
﴿قَارِعَةٌ﴾؛ أي: رزية تقرع القلوب وتفجؤها، أو تقرعهم؛ أي: تهلكهم وتستأصلهم. وفي "المختار": قرع الباب من باب قطع، والقارعة الشديدة من شدائد الدهر، وهي الداهية.


الصفحة التالية
Icon