جلي.. فذكر القول أولًا على سبيل الإجمال، ثم أتبعه بمحاورة بين الرسل وأقوامهم، أقام فيها الرسل الحجة على أممهم، ودحض ما تمسكوا به من الترهات والأباطيل.
أسباب النزول
قوله تعالى: ﴿وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ رَسُولٍ إِلَّا بِلِسَانِ قَوْمِهِ...﴾، الآية، سبب نزولها: أن قريشًا قالوا: ما بال الكتب كلها أعجمية وهذا عربي؟ فنزلت هذه الآية.
التفسير وأوجه القراءة
١ - ﴿الر﴾ (١) يشير بالألف إلى القسم بآلائه ونعمائه، وباللام إلى لطفه وكرمه وبالراء إلى القرآن، يعني،: قسمًا بآلائي ونعمائي إن صفة لطفي وكرمي اقتضت إنزال القرآن وهو كتاب... إلخ، وتقدم في سورتي يونس وهود طريقة قراءته، والمعنى: المراد منه بها أغنى عن إعادته هنا. وقوله: ﴿كِتَابٌ﴾ خبر مبتدأ محذوف؛ أي: هذا القرآن المشتمل على هذه السورة وغيرها كتاب ﴿أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ﴾ يا محمد بواسطة جبرائيل حالة كونه حجة على رسالتك بإعجازه. ثم بين المصلحة في إنزال الكتاب على رسول الله - ﷺ - بقوله: ﴿لِتُخْرِجَ النَّاسَ﴾ كافةَ بدعائك وإرشادك إياهم إلى ما تضمَّنه الكتاب من العقائد الحقَّة والأحكام النافعة. ﴿مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ﴾؛ أي: من أنواع الضلالة إلى الهدى، ومن ظلمة الكفر والنفاق والشك والبدعة إلى نور الإيمان والإخلاص واليقين والسنة ﴿بِإِذْنِ رَبِّهِمْ﴾؛ أي: بحوله وقوته؛ أي: لا سبيل له إلى ذلك إلا به، وإنما قال: ﴿رَبِّهِمْ﴾: لأنه تعالى مربيهم، ولم يقل: بإذن ربك، ليعلم أن هذه التربية من الله تعالى، لا من النبي عليه السلام.
واعلم (٢): أن الدعوة عامة، والهداية خاصة كما قال تعالى: ﴿وَاللَّهُ يَدْعُو إِلَى دَارِ السَّلَامِ وَيَهْدِي مَنْ يَشَاءُ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ﴾ وإذن الله شامل لجميع الناس
(٢) روح البيان.