القيامة، فأضاف قيام العبد إلى نفسه؛ لأن العرب قد تضيف أفعالها إلى أنفسها كقولهم: ندمت على ضربي إياك، وندمت على ضربك مثله. والخوف (١): غم يلحق لتوقع المكروه؛ أي: ذلك المذكور من إهلاك الظالمين وإسكان المؤمنين ديارهم ثابت لمن خاف مقامي وموقفي، وهو موقف الحساب؛ لأنه موقف الله الذي يقف فيه عباده يوم القيامة ﴿وَخَافَ وَعِيدِ﴾ بحذف الياء اجتزاء عنها بالكسرة؛ أي: وخاف وعيدي بالعذاب، وعقابي وعذابي الموعود للكفار على أن يكون الوعيد بمعنى الموعود، والمعنى: أن ذلك ثابت وحق لمن جمع بين الخوفين؛ أي: حق للمتقين كقوله: ﴿وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ﴾ وهذه الآية تدل على أن الخوف من الله غير الخوف من وعيده؛ لأن العطف يقتضي التغاير. اهـ. "كرخي".
والمعنى: أي (٢) هكذا أفعل بمن خاف مقامي بين يدي يوم القيامة، وخاف وعيدي، فاتقاني بطاعتي وتجنب سخطي، أنصره على من أراد سوءًا وبقي به مكروهًا من أعدائي، وأورثه أرضه ودياره، وأثبت الياء (٣) هنا وفي "ق" في موضعين: ﴿كُلٌّ كَذَّبَ الرُّسُلَ فَحَقَّ وَعِيدِ﴾، ﴿فَذَكِّرْ بِالْقُرْآنِ مَنْ يَخَافُ وَعِيدِ﴾ وصلًا، وحذفها وقفًا ورش عن نافع، وحذفها الباقون وصلًا ووقفًا اهـ. "سمين".
١٥ - ثم بين أن كلًّا من الفريقين - الأمم والرسل - طلبوا المعونة والتأييد من ربهم، وإلى ذلك أشار بقوله: ﴿وَاسْتَفْتَحُوا﴾؛ أي: واستفتحت الرسل على أممها؛ أي: استنصرت الله عليها واستفتحت الأمم على أنفسها، كما قالوا: ﴿اللَّهُمَّ إِنْ كَانَ هَذَا هُوَ الْحَقَّ مِنْ عِنْدِكَ فَأَمْطِرْ عَلَيْنَا حِجَارَةً مِنَ السَّمَاءِ أَوِ ائْتِنَا بِعَذَابٍ أَلِيمٍ﴾ فهو معطوف (٤) على ﴿فَأَوْحَى﴾. والضمير: إما للرسل؛ أي: استنصروا الله وسألوه الفتح والنصرة على أعدائهم، أو للكفار وذلك أنهم (٥) لما أيسوا من إيمان قومهم استنصروا الله ودعوا عليهم بالعذاب اهـ. "خازن". والعامة على أن يكون ﴿اسْتَفْتَحُوا﴾ فعلًا ماضيًا، وفي ضميره أقوال:
(٢) المراغي.
(٣) الفتوحات.
(٤) روح البيان.
(٥) الفتوحات.