﴿مَثَلُ الَّذِينَ كَفَرُوا بِرَبِّهِمْ أَعْمَالُهُمْ كَرَمَادٍ اشْتَدَّتْ بِهِ الرِّيحُ في يَوْمٍ عَاصِفٍ لَا يَقْدِرُونَ مِمَّا كَسَبُوا عَلَى شَيْءٍ ذَلِكَ هُوَ الضَّلَالُ الْبَعِيدُ (١٨)﴾.
﴿مَثَلُ الَّذِينَ﴾: مبتدأ ومضاف إليه. ﴿كَفَرُوا﴾: فعل وفاعل صلة الموصول. ﴿بِرَبِّهِمْ﴾: متعلق به، وخبر المبتدأ محذوف تقديره: مثل الذين كفروا بربهم كائن فيما يتلى، والجملة الاسمية مستأنف. ﴿أَعْمَالُهُمْ﴾: مبتدأ. ﴿كَرَمَادٍ﴾: جار ومجرور خبر المبتدأ، والجملة الاسمية مستأنفة واقعة في جواب سؤال مقدر تقديره: وما ذلك المثل، فقال: مثل أعمالهم كرماد.
وفي "السمين" قوله: ﴿مَثَلُ الَّذِينَ كَفَرُوا بِرَبِّهِمْ...﴾ إلخ فيه أوجه:
أحدها: وهو مذهب سيبويه أنه مبتدأ محذوف الخبر تقديره: فيما يتلى عليكم مثل الذين كفروا، وتكون الجملة في قوله: ﴿أَعْمَالُهُمْ كَرَمَادٍ﴾ مستأنفة جوابًا لسؤال مقدر، كأنه قيل: كيف مثلهم؛ فقيل: كيت وكيت.
والثاني: أن يكون ﴿مَثَلُ﴾: مبتدأ أول، و ﴿أَعْمَالُهُمْ﴾: مبتدأ ثان، و ﴿كَرَمَادٍ﴾: خبر الثاني، والثاني وخبره خبر الأول.
والثالث: أن يكون ﴿مَثَلُ﴾ مبتدأ، و ﴿أعْمَالُهُمْ﴾: بدل منه بدل اشتمال، و ﴿كَرَمَادٍ﴾ الخبر اهـ. ﴿اشْتَدَّتْ بِهِ الرِّيحُ﴾: فعل وفاعل. ﴿بِهِ﴾: متعلق به، والجملة في محل الجر صفة لـ ﴿رَمَادٍ﴾. ﴿في يَوْمٍ عَاصِفٍ﴾: جار ومجرور وصفة متعلق بـ ﴿اشْتَدَّتْ﴾. ﴿لَا يَقْدِرُونَ﴾: فعل وفاعل، والجملة مستأنفة كما ذكره أبو البقاء. ﴿مِمَّا﴾: جار ومجرور حال من شيء؛ لأنه صفة نكرة قدمت عليها. ﴿كَسَبُوا﴾: فعل وفاعل، والجملة صلة لـ ﴿ما﴾، أو صفة لها، والعائد أو الرابط محذوف تقديره: مما كسبوه. ﴿عَلَى شَيْءٍ﴾: جار ومجرور متعلق بـ ﴿يَقْدِرُونَ﴾. ﴿ذَلِكَ﴾: مبتدأ. ﴿هُوَ﴾: ضمير فصل. ﴿الضَّلَالُ﴾: خبر. ﴿الْبَعِيدُ﴾: صفة لـ ﴿الضَّلَالُ﴾، والجملة الاسمية مستأنفة.
﴿أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ بِالْحَقِّ إِنْ يَشَأْ يُذْهِبْكُمْ وَيَأْتِ بِخَلْقٍ جَدِيدٍ (١٩) وَمَا ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ بِعَزِيزٍ (٢٠)﴾.